الإحسان إلى الجار

فضل الإحسان إلى الجار من أعظم الحقوق التي عظّمها الإسلام، فقد كان جبريل عليه السلام يوصي النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم – بالجار حتى كاد يظن النبيّ بأن الشرع سيأتي بتوريث الجار، قال النبيّ: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه).^[1][3]

صور الإحسان إلى الجار كثيرة فقد أوصى الله تعالى به، قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ).^[2]

الجار قبل الدار هو مثل شائع وقديم بين الناس، أي بمعنى على قدر الجار يكون ثمن الدار، ويعتبر الجار الصالح من السعادة، فقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- على الإحسان إلى الجار وإكرامه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)^[4] وقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه).^[6][3]

إكرام الجار والإحسان إليه من أخلاق الأنبياء والصالحين وعدا عن أنه من آداب الإسلام، فقد كان نبي الله إبراهيم -عليه السلام- يكنى (أبا الضيفان)، وقد كان إبراهيم -عليه السلام- يمشي الميل والميلين في طلب الضيف.^[5]

من صور الإحسان إلى الجار نذكرها لكم في الأسفل.

من صور الإحسان إلى الجار

الجار ليس المجاور لك في السكن فقط كما يظن البعض من الناس، ويوجد العديد من الصور التي تدخل بمفهوم الجوار، فعلى سبيل المثال هناك الجار في المزرعة والجار في العمل والجار في السوق والجار في مقعد الدراسة وغيرها العديد من الصور ومن حقوق وصور الإحسان إلى الجار ما يأتي:^[3]

• إجابة الدعوة ورد السلام: رد السلام وإجابة الدعوة للجار فيهما آثار طيبة لإشاعة روح المودة والألفة.
• كف الأذى عنه: كف الأذى عن الجار من أعظم حقوق الجيران، وقد حذر منه النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال النبيّ:
  • (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: مَن لا يأمن جاره بوائقه).
  • (لا يدخل الجنة مَن لا يأمن جاره بوائقه).
  • قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار، وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها. قال: (لا خير فيها، هي في النار).
  • جاء رجل للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- يشكو إليه أذى جاره، فقال: (اطرح متاعك في الطريق)، ففعل؛ وجعل الناس يمرون به ويسألونه، فإذا علموا بأذى جاره له لعنوا ذلك الجار. فجاء هذا الجار السيئ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشكو أن الناس يلعنونه، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: “فقد لعنك الله قبل الناس“.
• تحمل أذى الجار: تحمل أذى الجار والصبر والاحتساب لله تعالى واحدة من أعظم شيم الكرام، قال تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ).^[7]
• تفقد حاجيات الجار: تفقد حوائج الجار والسعي في قضاء حوائجهم من صور الإحسان إليه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم)^[8] فقد كانت الهدية عندما تأتي إلى الرجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيبعث بها لجاره، ويبعث بها الجار إلى جار آخر، وهكذا إلى أن تدور على أكثر من عشرة دور حتى ترجع إلى الأول.
  • سألت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: “إلى أقربهما منكِ بابًا“.
• صيانة عرضه وستره: قد يطلع الجار على العديد من أمور جاره الأخر، وهنا ينبغي على الجار أن يستر جاره لأن من فعل ذلك ستره الله في الدنيا والآخرة.