الذكريات المؤلمة
يمكن أن تكون الذكريات المؤلمة مزعجة للغاية، سواءً كانت تجربة فقدان أحد الأهل أو الأصدقاء، أو تجاهل دعوة أحد، وكلّما حاول الشخص دفع الذكريات المؤلمة بعيدًا، كلّما طاردته أكثر، ولحسن الحظ هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها للتعامل مع الذكريات المؤلمة التي تظهر باستمرار، مثل ما يأتي:[1]
التعرّف على المحفزات
في كثير من الأحيان، تحفّز بعض الأصوات أو الروائح أو التجارب الدماغ للتفكير في أشياء معينة، على سبيل المثال إذا تعرّض أحد الأطفال للمضايقة في كفتيريا وكان يأكل البرتقال، فإنّ رائحة البرتقال قد تثير الذكريات المؤلمة لديه، أو عند العيش في منطقة حرب، فإنّ رائحة الألعاب النارية ستثير الفزع في الجسم، وعند التّعرّف إلى المحفّزات، يمكن معرفة كيفيّة الردّ عليها والتّحكّم بها، وسيكون من الأسهل تجنّب الأشياء التي تثير الذّكريات المؤلمة، وسيكون من السّهل ربط تلك الأشياء بذكريات ممتعة، مثل تناول البرتقال أثناء القيام بنشاط ممتع، وهكذا سيربط العقل بين روائح الحمضيات والمشاعر الإيجابية.
كتابة المشاعر
عند محاولة قمع الذكريات المؤلمة يزداد التفكير بها لا شعوريًّا؛ لهذا قد يكون العلاج بالتّعرّض قادرًا على المساعدة، مثلًا في حالات اضطراب ما بعد الصدمة، عندما يُعاني الشخص من تجربة مؤلمة تسبب له الكوابيس، وتذكُّر الأحداث الماضية كثيرًا، لدرجة تتداخل مع الحياة اليومية، غالبًا ما يستخدم المعالجون العلاج بالتعرض للتعافي، أو الحديث عن التجربة المرعبة حتّى لا تبقى تُطارد المصاب.
قد تكون الكتابة عن التجربة مفيدة جدًّا، والتّمسّك بالحقائق بدلًا من الغوص في المشاعر السئية، وقد تُساعد الكتابة في إعادة تنظيم تذكُّر الأمور؛ بحيث تُقلّل من الشعور بالضيق عند تذكُّر تلك الذكريات في أوقات أخرى.
التّحدّث مع معالج
قد يكون التحدث إلى أخصائي صحة نفسية فكرة جيّدة؛ لأنّ المعالجين يعرفون جيّدًا كيفية مساعدة الأشخاص في التعامل مع الأحداث الصادمة والذكريات السيئة، وقد يُغيُّر المعالج طريقة السرد التي يتحدّث بها المصاب مع نفسه، على سبيل المثال، يُصحّح المُعالج نظرة المصاب لنفسه، وأنّه ليس السبب في ما حصل له، أو قد يساعد في الاستجابة لتلك الذكريات غير السارّة بطريقة صحية؛ حتى لا تزعج المصاب بعد الآن.
كيف تتخلص من الذكريات المؤلمة
عند التفكير في البؤس ولوم الذّات بسبب الأخطاء، لا بدّ من تغيير طريقة التفكير، والأمر ليس سهلًا؛ لأنّه يتطلّب تدريبًا وتفانيًا للتوقف عن اجترار الأفكار السلبية، لكنّ القيام بذلك، يُساعد في الشّعور بالتّحسّن والتصرف بشكل أكثر إنتاجية، ومن الأمور التي يمكن أن تُخلّص أي شخص من ذكرياته المؤلمة، ما يأتي:[2]
- التّعرّف على وقت التفكير السيء: كلّما تعرّف الشخص على الأوقات التي تثير في عقله الأفكار المؤلمة، كلّمات كان التخلّص منها وتبديلها لأفكار إيجابيّة أسرع وأسهل.
- البحث عن حلول: التفكير في المشاكل ليس مفيدًا، إلّا عند البحث عن حلول لها بنشاط، ولا بدّ من التّعلّم من الأخطاء، وحلّ المشاكل للتّمكّن من المضي قدمًا.
- تخصيص وقت للتفكير: يحتاج العقل لفرصة لمعالجة الأشياء التي تحدث في الحياة اليومية، ويمكن تخصيص وقت يوميّ للقلق أو التفكير بحلول للأمور المقلقة، وعدم التّفكير بالأمور المؤلمة أبدًا خارج هذا الوقت، وهذا يمنع العقل من التّفكير بها طيلة الوقت.
- صرف الانتباه: لا ينفع أبدًا إشغال العقل بقول (لا أريد التفكير بالأمر)؛ لأنّه يزيد الأمر سوءًا، والأفضل الانشغال بعمل حقيقيّ، مثل الرياضة أو الرسم، أو التحدّث بمواضيع بعيدة تمامًا عن الموضوع المؤلم، مع أحد الأصدقاء.
- التيقّظ: اليقظة تعني العيش في اللّحظة الحالية فقط، وعدم الانشغال بالماضي أو المستقبل أبدًا، ومع أنّها تتطلّب تمرينًا وممارسة، إلّا أنّها مع مرور الوقت تصبح عادة، وتمنع الكثير من الأفكار المؤلمة.
مضاعفات الذكريات المؤلمة
الإفراط في تذكّر الأحداث المؤلمة مشكلة شائعة يواجهها معظم الناس في أيِّ وقت، لكنّ الخوض في الأحداث السلبية والمشاعر المؤلمة ليس جيدًا، لأنّه يؤدّي إلى المضاعفات الآتية:[2]
- الاستغراق في السلبية يؤدي إلى مشاكل نفسية، مثل الاكتئاب أو القلق.
- التركيز على المشاكل باستمرار، يسبّب مشاكلًا للصحة العقلية على المدى البعيد، وكلّما ازداد التفكير بالمشاكل، ازدادت صعوبة الصحة النفسية.
- التفكير السلبي حلقة يصعب كسرها، وبمرور الوقت يصبح التفكير السلبي عادة سيئة متأصّلة تُغيّر طريقة التفكير إلى الأبد.
- التفكير المستمرّ بالذّكريات المؤلمة يزيد الضغط العاطفي، مما يزيد من خطر الوقوع بمشاكل تعاطي المخدرات أو اضطرابات الأكل.
لماذا تصاحبنا الذكريات المؤلمة لزمن طويل
يجد الكثير من الناس صعوبة في محاولة نسيان ذكرى سيئة، وهذا يعود جزئيًّا إلى أن هرمون الأوكسيتوسين (المشهور بأنّه هرمون الإيجابية) له تأثير كبير في تضمين الذكريات الاجتماعية السلبية، عند الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي وغيرهم، وقد يكون الأوكسيتوسين مسبّبًا للمشاكل العاطفية، ويمكن أن يكون السبب في بقاء المواقف المؤلمة في العقل لفترة طويلة بعد الحدث الأصلي، وقد يثير القلق والخوف في المستقبل، كما أنّ له تأثيرًا في التكيُّف مع الأحداث المؤلمة وتضخيمها.[3]
المراجع
- ↑ “Ask a Therapist: How Do I Deal With Bad Memories That Pop Into My Head?“, www.verywellmind.com , Retrieved 2021-01-27 , Edited.
- ↑ “5 Ways to Stop Reliving Painful Memories“, www.verywellmind.com , Retrieved 2021-01-27 , Edited.
- ↑ ” How to Forget a Bad Memory“, www.verywellmind.com , Retrieved 2021-01-27 , Edited.
-
أنواع الأحلام في علم النفس
الأحلام الأحلام تجربة إنسانية عالمية، يمكن وصفها بأنها حالة من الوعي بالأحداث الحسية والمعرفية والعاطفية خلال النوم، وتوجد فروق دلالية… انقر للمزيد
-
أضرار الإيجابية السامة المفرطة
الإيجابية السامّة يمكن تعريف الإيجابية السامّة على انها تعميم مفرط جداً وشامل لمفهوم السعادة، مما تؤدي إلى حالات من التقليل… انقر للمزيد
-
شخصيتك من لونك المفضل
تعريف اللون يُعرف اللون موضوعيًّا بأنّه جزء الفن الذي يظهر عندما ينعكس الضوء إلى العين بعد أن يصطدم بشيء ما،… انقر للمزيد
-
تعريف الإيجابية السامّة
الإيجابية السامّة يمكن تعريف الإيجابية السامّة على انها هي تعميم شامل ومفرط جداً لمفهوم السعادة أو التفاؤل، أي التفكير بأنه… انقر للمزيد
أسئلة طرحها الآخرون
التأتأة العصبية
الزيوت الاستوائية الزيوت الاستوائية (بالإنجليزية: Tropical oils) هي أي من الزيوت العديدة مثل: زيت جوز الهند وزيت النخيل أو لب النخيل، والتي تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية المشبعة وتستخدم بشكل خاص في المخبوزات التجارية ومنتجات الوجبات الخفيفة والحلويات.[1] ولكن الأحماض الدهنية الموجودة في على عكس الزيوت النباتية الأخرى التي تحتوي على قدر كبير من […]
صفات وكتب أبقراط
هل لديك سؤال؟