الغيرة عند الأطفال - ويكي عربي

الغيرة عند الأطفال

الغيرة عند الأطفال

الغيرة

تُعرف الغيرة بأنها شعور بعدم الأمان بشأن احتمال الخسارة أو عدم المساواة في توزيع الموارد، ويستخدم المصطلح لوصف الشعور المرتبط بامتلاك شخص آخر، مثل شريك أو صديق، كما أنّه شعور يشعر به معظم الناس من وقت لآخر، لكنّ الغيرة الشديدة قد تتداخل مع الحياة اليومية بشكل كبير.

يخلط كثير من الناس بين مصطلحيّ الغيرة والحسد، لكنّهما في الواقع مختلفان؛ فالغيرة تصف مشاعر الخوف من أن يأخذ شخص آخر شيئًا خاصًّا أو يُعتبر ملكًا للغيور، بينما يُعرف الحسد بأنّه الرغبة في شيء يخص شخص آخر، وكليهما يسبّبان شعورًا بعدم الأمان.[1]

أسباب الغيرة عند الأطفال

كثيرًا ما تحدث الغيرة بين الأطفال، ومن أسبابها الأكثر شيوعًا عندهم ما يأتي:[2]

  • الغيرة المادية: قد يسرق الأطفال الأشياء التي تعجبهم من أصدقائهم لكنّها لن تتكرّر كلّما رأوا شيئًا ليس لديهم، وبمجرّد التوقف عن السرقة فإنّ مشاعر الغيرة تشتعل لديهم.
  • الغيرة الأكاديمية أو من المهارات: الغيرة من مهارات أصدقاءه الأكاديمية أو الرياضية، يمكن أن تؤثر على أداء الطفل، وتزيد شعوره بعدم الكفاءة، وتقلّل من سماته الفريدة.
  • الغيرة الاجتماعية: قد يشعر الطفل بالغيرة من أصدقاءه الأكثر شعبية، وتزداد لديه مشاعر الحزن والوحدة.
  • الغيرة بين الأخوة: ربما يكون أصعب أشكال الغيرة هو الغيرة بين الأخوة؛ لأنّ الطفل لن يستطيع الهروب من وجود أخيه المستمر بجواره، ومع أنّ الغيرة بين الأخوة طبيعية إلّا أنّها إذا تفاقمت قد تسبب مشاكل عائليّة.

أخطاء أبوية تسبب الغيرة

يمكن أن يكون سلوك الوالدين هو سبب الغيرة عند الأطفال، مثلًا غالبًا ما يتوق الأطفال إلى إثارة إعجاب والديهم، والحصول على مزيد من الاهتمام، لكنّهم يصابون بالغيرة تدريجيًّا إذا كان الوالدان يهتمان دائمًا بطفل واحد أكثر من الآخرين، وفيما يأتي بعض أسوأ الأخطاء الأبوية التي قد تسبب الغيرة:[3]

  • التدليل: الكثير من التدليل يفسد الطفل، ويجعله يعتقد أنّه الوحيد في حياة أبويه، وعندما يأتي مولود جديد أو صديق أفضل منه، يبدأ بالاكتئاب والغيرة؛ لأنّه سيشعر أنّ قدوم الشخص الجديد هو سبب مشاكله جميعها.
  • الحماية: الإفراط في حماية الطفل ثم تحريره مرة واحدة، تجعله يصبح متحفّظًا وخجولًا؛ ممّا يؤدي إلى الغيرة من رؤية طفل واثق من نفسه.
  • الاستبداد: السيطرة الزائدة من الأبوين خطأ كبير، يؤدي إلى إثارة الغيرة عند الأطفال؛ لأنّ وضع قواعد وأنظمة صارمة من دون توضيح سببها للطفل، يثير لديه مشاعر انعدام الثقة بالنفس، ويجعله يشعر بأنّه أقل استحقاقًا من أشقائه أو أصدقائه.
  • المقارنة: هي خطأ خطير جدًّا من الآباء؛ لأنّها لا تؤدّي للغيرة فقط، بل إلى التنافس وانعدام الثقة بالنفس.
  • خلق منافسة غير صحية: إن جعل الأطفال يقومون بنفس النشاط ومقارنة نتائجهم، من شأنه أن يخلق منافسة غير صحية بينهم؛ لأنّ الأطفال غير متساوين في القدرات أو المواهب، والإصرار على قيام الطفل بنفس النشاط وبنفس الدقة قد يثبت خطأه، ويؤدي إلى الغيرة.
  • ترتيب الميلاد: أحيانًا يولي الوالدان الكثير من الاهتمام للطفل بناءً على ترتيبه بين أخوته؛ فقد يشعر الولد الأول بالغيرة من إخوته الأصغر سنًّا، وكلما جاء مولود جديد تزداد مشاعر الغيرة لديه.

مظاهر الغيرة

تظهر علامات الغيرة بين الأطفال أثناء لعبهم؛ لأنّه من الشائع أن يضرب الطفل الغيور الطفل الآخر، ويتصرف وكأنه مجرد لعبة، ومن العلامات الشائعة للغيرة بين الأطفال والبالغين ما يأتي:[3]

  • شكاوى كاذبة على الشخص الذي يغار منه.
  • الغضب.
  • القلق.
  • الشعور بالتهديد.
  • الشعور بعدم الأمان.
  • اليقظة المفرطة.
  • الحيازيّة.
  • فرط الحساسية.
  • الانزعاج، وفقدان الصبر سريعًا.
  • الذهاب بعيدًا عندما يُمدح الآخرون.
  • إساء فهم نوايا الآخرين.
  • التنمر على الآخرين.
  • التقليل من إنجازات الآخرين.
  • تقليد الشخص الذي يغارون منه، وتجنّبه.

معالجة الغيرة عند الأطفال

إذا لم يتمكّن الأهل من إزالة الغيرة من نفوسهم فإنّهم لن يقدروا على معالجتها عند أطفالهم، وفيما يأتي طرق للتعامل مع الغيرة عند الأطفال:[3]

  • تحويل الغيرة إلى طموح: لأنّه هكذا لن يركّز على التغلّب على الشخص، بل ستحوّل تركيزه إلى الاتجاه الصحيح.
  • الاستماع: ينبع سلوك الغيرة والحسد من الأعماق؛ لذا فإنّ التحدث مع الطفل والاستماع إليه، ومحاولة معالجة المشكلة، يخلّصه من مشاعر الغيرة تجاه الآخرين.
  • القراءة: تحتوي القصص الكلاسيكية العديد من الرسائل الأخلاقية المفيدة في التربية، وللتأكّد من حصول الفائدة، يجب قراءة القصص قبل النوم، ومناقشتها مع الأطفال.
  • الشرح باستخدام الأمثلة: التأكيد على أهمية وجود مشاعر إيجابية تجاه الجميع، طريقة جيّدة لمنع الطفل من التفكير بمشاعر سلبية.
  • المشاركة: يميل الأطفال إلى حمل ضغينة ضد الأطفال الآخرين دون سبب؛ لذا يجب تعليمهم المشاركة والاهتمام، لإزالة الشعور بعدم الأمان.
  • حب الطفل: يجب أن يظهر الأهل محبّتهم لطفلهم وليس توجيهه وتربيته وحسب؛ لأنّ هذا سيخلق لديه الكثير من المشاعر السلبية.
  • تجنب المقارنة: المقارنة لن تجعل الطفل يدرس أو يعمل بجديثة، بل سيستاء من نفسه دائمًا، ويصبح أسوء؛ لذا لا ينبغي أبدًا مقارنة الطفل مع أيِّ أحد، وفي أيِّ شيء.
  • تعزيز الطفل: يحب كل طفل أن يسمع من والديه نقاط قوته، والحديث عن تلك القوة سوف يغذي احترامه لذاته.
  • تعزيز السلوك التعاوني: أبسط الطرق للتخلص من الغيرة عند الأطفال، هي جعله يدعم أقرانه، ومنحه التقدير للعمل معهم؛ وهكذا سيكرر سلوكه وينسى تدريجيًّا الغيرة وغيرها من المشاعر القوية.

أضرار الغيرة عند الأطفال

لا يعرف الأطفال كيفية التعامل مع مشاعر الغيرة لديهم؛ ممّا قد يجعلها مخيفة، وتؤدّي إلى عواقب وخيمة، مثل:[2]

  • تدني احترام الذات.
  • العدوان تجاه الأطفال الآخرين.
  • الشعور بالعجز.
  • التسلط.
  • الانعزال.

المراجع

  1. ↑ “Jealousy“, www.goodtherapy.org , Retrieved 2021-02-03 , Edited.
  2. ↑ “How to Help Your Kids Overcome & Deal With Jealousy – 4 Causes“, www.moneycrashers.com , Retrieved 2021-02-03 , Edited.
  3. ↑ “9 Effective Ways To Deal With Jealousy In Children“, www.momjunction.com , Retrieved 2021-02-03 , Edited.

مواضيع قد تهمك

أسئلة طرحها الآخرون

معلومات عن دولة هنغاريا

اسم البغلة حسب الروايات التاريخية، فإن المقوقس (الملك الفارسي) أهدى للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بغلاً يُدعى “دلف” (Duldul). دلف (Duldul): قصة البغلة الشهيرة التي أهداها المقوقس للنبي محمد تاريخ الإسلام مليء بالقصص والحوادث الرائعة التي تعكس قيم وتقاليد المسلمين. إحدى هذه القصص الشهيرة تروي قصة بغلة اسمها “دلف”، التي أُهدِيَتْ للنبي محمد (صلى […]

هل لديك سؤال؟

965 مشاهدة