البوم

تسمى البوم بالطيور الجارحة، مما يعني أنها تقوم بإستخدام مخالبها الحّادة لإصطياد فرائسها من الحيوانات الأخرى وقتلها وأكلها، تماماً مثل النسور والصقور، ولكن مع وجود العديد من الإختلافات مثل رؤوس البوم الضّخمة وأجسامهم الممتلئة وريشهم الناعم وذيولهم القصيرة.^[1]

تمتلك البومة إصبع قدم قابل للإنعكاس إما إلى الأمام أو الخلف، وتمتلك عيون أمامية كالبشر، ومن الجدير بالذكر بأن معظم أنواع البوم تنشط في الليل وليس خلال النهار، ويوجد منهم حوالي أكثر من 245 نوعاً حول العالم، ويعيشون في كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية الجليدية.^[1]

العديد من أنواع البومة ليلية، مما يعني أنها نشطة في الليل، ولكن هناك بعض من الأنواع التي تعيش في النهار، مما يعني أنها نشطة أثناء النهار أيضاً ولكنها تستريح في الليل، فيما تنشط الأنواع الشفقية أثناء الغسق والفجر.^[1]

تنتمي البوم إلى مجموعة من الطيور تسمى (Strigiformes)، وتنقسم هذه المجموعة إلى مجموعتين أصغر، وتعرف باسم العائلات والتي تشمل العائلة المسماة (Tytonidae Barn Owls)، والتي لها وجوه على شكل قلب، بحيث تشمل الفصيلة الثانية (Strigidae)، جميع أنواع البوم الأخرى، ومعظمها لها وجوه مستديرة.^[1]

​صوت البوم

الصوت الذي يصدر من البوم يُطلق عليه (النعيق) في العامية، ويُطلق عليه بلغة العرب اللغة العربية فيُعرف بـ الهند أو الضبح، واليومة كانت وما زالت تعرف عند العرب بأنها نذير شؤم، فعلى عكس هذه الإدعاءات المرفوضة عن البومة، فالبومة لا تتعرض للإنسان بوء أبداً، وهم يحلمون بان يعيشوا سلميين دون أذية أحد.^[2]

يصدر العديد من البوم تردد منخفض ومميز من الأصوات، مما يسمح ذلك لأصواتهم بالسفر لمسافات طويلة دون أن يمتصها الغطاء النباتي.^[1]

تعرف البومة على قدرتها على إصطياد الجرذان والقوارض بأنواعها، وخاصةً تلك المنتشرة في الأحساء السكنّية، مما يجعلها ذلك أمراً هاماً لتواجدها في حياتنا، وتبلغ سرعة البومة عند طيرانها أكثر من 71 كيلومتر في الساعة الواحدة.^[2]

تعشيش البّوم

البوم صيادون موهوبون، ولكنهم ليسوا كذلك في بناء الأعشاش، بحيث تستفيد العديد من البوم من العمل الشاق الذي تقوم به الحيوانات الأخرى، وبدلاً من بناء أعشاشها من الصفر يأتون ويعيشون فيها، فعلى سبيل المثال تستخدم بعض من البوم مثل البومة ذات القرون العظيمة، أعشاشًا شاغرة في الأشجار أو على المنحدرات التي بناها الصقور أو الغربان أو طيور العقعق أو الطيور الأخرى.^[1]

ويعشش العديد من البوم ببساطة في ثقوب تسمى التجاويف أو التجاويف في الأشجار، وتحدث تجاويف الأشجار هذه بشكل طبيعي، ولكن غالبًا ما يتم إنشاؤها بواسطة طائر نقار الخشب، بحيث يصنع ثقوبًا جاهزة لهم، وعادة ما تعشش بوم الحظائر في العوارض الخشبية للحظائر أو في المباني الفارغة أو الصوامع أو في التجاويف على طول المنحدرات.^[1]

ترقى بومة الجحور إلى اسمها من خلال التعشيش في الأنفاق تحت الأرض التي حفرتها السناجب الأرضية أو كلاب البراري أو حيوانات الغرير أو غيرها من الحيوانات المختبئة الأخرى، بحيث تستخدم بعض بوم الجحور أقدامها لحفر الجحور بأنفسها، وأما بالنسبة إلى البوم الثلجية والبوم قصيرة الأذنين، فإنها تبني أعشاشًا بسيطة على الأرض.^[1]

​يعتقد العلماء بأن ذكور البوم يعثرون على منطقة ويعلنون عنها، ولكن إناث البوم تختار مواقع العش الفعلية، بحيث يدافع زوج البومة عن عشهما، وستكون منطقة العش منزل عائلة البومة لعدة أشهر.^[1]