إليك إله الخلق أرفع رغبتي
-
-
-
- وإن كنتُ يا ذا المن والجود مجرما[1]
-
-
ولما قسـا قلبي وضـاقت مذاهبي
-
-
-
- جعلت الرجـا مني لعفوك سُلَّمــا
-
-
تعاظمنـي ذنبـي فلمـَّا قرنتــه
-
-
-
- بعفوك ربي كان عـفوُك أعظمـَـا
-
-
فما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنب لم تزلْ
-
-
-
- تـجـود وتعـفو منةً وتكرُّما
-
-
فلولاك لـم يصمِـد لإبلـيسَ عابدٌ
-
-
-
- فكيف وقد أغوى صفيَّك آدما
-
-
فلله دَرُّ العـــارفِ الـنـدبِ إنه
-
-
-
- تفيض لفرط الوجد أجفانُه دمـا
-
-
يقيـم إذا مـا الليلُ مدَّ ظلامَــه
-
-
-
- على نفسه من شدة الخوف مأتما
-
-
فصيحًا إذا ما كـان في ذكـر ربه
-
-
-
- وفيما سِواه في الورى كان أعجما
-
-
ويذكر أيامًا مضـت من شبابـه
-
-
-
- وما كان فيها بالجهـالة أجرمـــا
-
-
فصار قرينَ الهم طولَ نهـــاره
-
-
-
- أخا السُّهْد والنجوى إذا الليلُ أظلمـا
-
-
يقول: حبيبي أنـت سؤلي وبغيتي
-
-
-
- كفى بك للراجـيـن سؤلًا ومغنمـا
-
-
ألـستَ الذي غذيتني وهــديتني
-
-
-
- ولا زلت منَّـانـًا عليّ ومُنعـما
-
-
عسى من لـه الإحسانُ يغفر زلتي
-
-
-
- ويستر أوزاري ومـا قـد تقدمـا
-
-
تعاظمني ذنبـي فأقبلت خاشعًا
-
-
-
- ولولا الرِّضـا ما كنتَ يارب منعمـا
-
-
فإن تعفُ عني تعفُ عـن متمردٍ
-
-
-
- ظلوم غشــوم لا يـزايـل مأتما
-
-
فإن تنتـقـم مني فلست بآيـسٍ
-
-
-
- ولو أدخلوا نفسي بجــرمٍ جهنما
-
-
فجرمي عظيمٌ من قديم وحــادث
-
-
-
- وعفوُك يأتي العبدَ أعلى وأجسمــا
-
-
حوالَيَّ فضلُ الله من كل جانـبٍ
-
-
-
- ونورٌ من الرحمن يفترش السمــا
-
-
وفي القلب إشراقُ المحب بوصلهِ
-
-
-
- إذا قارب البـشرى وجاز إلى الحمى
-
-
حوالَيَّ إينــاسٌ من الله وحـدَهُ
-
-
-
- يطالعني في ظلـمـة القبر أنجُمـا
-
-
أصون ودادي أن يدنِّسَـه الهوى
-
-
-
- وأحفظ عـهدَ الـحب أن يتثلَّمــا
-
-
ففي يقظتي شوقٌ وفي غفوتي مُنى
-
-
-
- تلاحـق خـطوي نـشوةً وترنُّما
-
-
ومن يعتصم بالله يسلمْ من الورى
-
-
-
- ومن يرجُهُ هـيهات أن يتندمـــا
-
-
دعِ الأيامَ تفعلُ مـا تشـاءُ
دعِ الأيامَ تفعلُ مـا تشـــاءُ[2]
-
-
-
- وطِبْ نفساً إذا حكم القضاءُ
-
-
ولا تجزعْ لحــادثة الليـالي
-
-
-
- فما لحوادث الدنيـا بقــاءُ
-
-
وكن رجلاً على الأهوال جلدًا
-
-
-
- وشيمتُك السماحةُ والوفـاءُ
-
-
وإن كثرت عيوبُك في البرايـا
-
-
-
- وسَرَّك أن يكون لها غطـاءُ
-
-
تستَّر بالسخــاء فكلُّ عيـبٍ
-
-
-
- يغطيه كما قيل السخـاءُ
-
-
ولا تُرِ للأعــداء قــطُّ ذلًا
-
-
-
- فإن شماتة الأعــدا بـلاءُ
-
-
ولا ترجُ السماحةَ من بخيـلٍ
-
-
-
- فما في النار للظمآن مــاءُ
-
-
ورزقُك ليس يُنقصه التــأني
-
-
-
- وليس يَزيد في الرزق العناءُ
-
-
ولا حزنٌ يدوم ولا ســرورٌ
-
-
-
- ولا بؤسٌ عليك ولا رخـاءُ
-
-
إذا ما كنتَ ذا قلبٍ قنــوعٍ
-
-
-
- فأنت ومالكُ الدنيا ســواءُ
-
-
ومن نزلتْ بساحته المنايــا
-
-
-
- فلا أرضٌ تقيه ولا سمــاءُ
-
-
وأرضُ الله واسعــةٌ ولكن
-
-
-
- إذا نزل القضا ضاق الفضاءُ
-
-
دع الأيام تغدرُ كلَّ حيــنٍ
-
-
-
- فما يُغني عن الموت الـدواءُ
-
-
إذا شئتَ أن تحيا سليمًا من الأذى
إذا شئتَ أن تحيا سليمًا من الأذى[2]
-
-
-
- ودينك موفورٌ وعرضكُ صينُ
-
-
لسانُك لا تذكرْ به عورةَ امرئٍ
-
-
-
- فكلُّك عوراتٌ وللناس ألسنُ
-
-
وعينُك إن أبدت إليك مَعايبًا
-
-
-
- فصُنْها وقلْ يا عينُ للناس أعينُ
-
-
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى
-
-
-
- ودافعْ ولكنْ بالتي هي أحسنُ
-
-
خبت نار نفسي باشتعال مفارقي
خبت نار نفسي باشتعال مفارقي[3]
-
-
-
- وأظلم ليلي إذ أضاء شِهابُها
-
-
أيا بومةً قد عششتْ فوق هامتي
-
-
-
- على الرغم منِّي حين طار غُرابُها
-
-
رأيتِ خراب العُمرِ مني فَزُرْتني
-
-
-
- ومأواك من كل الديار خرابها
-
-
أأنعمُ عيشًا بعدما حل عارضي
-
-
-
- طلائعُ شيبٍ ليس يغني خِضابُها؟
-
-
وعِزةُ عمرِ المرء قبل مشيبهِ
-
-
-
- وقد فنيت نفسٌ تولى شبابها
-
-
إذا اصفرَّ لونُ المرءِ وابيضَّ شعرُهُ
-
-
-
- تنغَّصَ من أيامِهِ مستَطَبابُها
-
-
فدعْ عنك سوءات الأمور فإنها
-
-
-
- حرامٌ على نفس التقي ارتكابُها
-
-
وأدِ زكاة الجاه واعلم بأنها
-
-
-
- كمثل زكاة المال تم نِصابُها
-
-
وأحسن إلى الأحرار تملكْ رقابهم
-
-
-
- فخير تجارات الكرام اكتسابها
-
-
ولا تمشين في مَنكِب الأرض فاخرًا
-
-
-
- فعما قليل يحتويك تُرابها
-
-
ومن يذق الدنيا فإني طَعمْتُها
-
-
-
- وسيق إلينا عَذْبُها وعذابها
-
-
فلم أرها إلا غُرورًا وباطلًا
-
-
-
- كما لاح في ظهر الفلاة سَرابُها
-
-
وما هي إلا جِيفةٌ مستحيلةٌ
-
-
-
- عليها كلابٌ هَمُّهن اجتِذابها
-
-
فإن تجتنبها كنت سِلما لأهلها
-
-
-
- وإن تجتذبها نازعتك كلابها
-
-
فطوبى لنفسٍ أُودعت قعر دارها
-
-
-
- مُغَلَّقَةَ الأبوابِ مُرخىً حجابها
-
-
أشعار الشافعي عن الرزق
تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي
-
-
-
-
- وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكٌ رازقي
-
-
-
وما يكُ من رزقي فليسَ يفوتني
-
-
-
-
- وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ العَوامِقِ
-
-
-
سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ
-
-
-
-
- ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ
-
-
-
ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرة ً
-
-
-
-
- وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِقِ
-
-
-
- وكتب أيضاً:
إذا أصبحتُ عندي قوتُ يومي
-
-
-
-
- فَخَلِّ الهَمَّ عنّي يا سعيدُ
-
-
-
وَلاَ تُخْطِرْ هُمُومَ غَدٍ بِبَالي
-
-
-
-
- فإنَّ غَداً لَهُ رِزْقٌ جَدِيدُ
-
-
-
أُسَلِّمُ إِنْ أرادَ اللهُ أمراً
-
-
-
-
- فَأَتْرُكُ مَا أُرِيدُ لِمَا يريدُ
-
-
-
أشعار الإمام الشافعي في الإيمان
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ
-
-
-
-
- وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ
-
-
-
وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي
-
-
-
-
- فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
-
-
-
وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً
-
-
-
-
- وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ
-
-
-
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا
-
-
-
-
- وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ
-
-
-
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب
-
-
-
-
- يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ
-
-
-
ولا تر للأعادي قط ذلا
-
-
-
-
- فإن شماتة الأعدا بلاء
-
-
-
ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ
-
-
-
-
- فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ
-
-
-
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي
-
-
-
-
- وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ
-
-
-
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ
-
-
-
-
- ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ
-
-
-
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا
-
-
-
-
- فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ
-
-
-
وأرضُ الله واسعة ً ولكن
-
-
-
-
- إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ
-
-
-
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ
-
-
-
-
- فما يغني عن الموت الدواءُ
-
-
-
المراجع
- ↑ “محمد بن إدريس الشافعي”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-09-2021. بتصرّف.
- ↑ “محمد بن إدريس الشافعي”، www.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-09-2021. بتصرّف.
- ↑ “خبتْ نارُ نفسي بِاشْتِعالِ مَفَارِقي”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-09-2021.
-
شعر عن الثلج والحب
شعر عن الثلج والحب بياض الثلج يا بياض الثلج يا طهر السحاب[1] يا عيون الطير يا عنق الظبي يا حروف… انقر للمزيد
-
قصيدة عن الام
أمّي يا حبّاً أهواه يقول الشاعر أنس القادري في قصيدة عن الام: أمّي يا حبّاً أهواه يا قلباً أعشق دنياه… انقر للمزيد
أسئلة طرحها الآخرون
كيف تلد الزرافة
معلومات و حقائق عن بحر آرال
النفق الفقري
هل لديك سؤال؟