بغيرك راعيا عبث الذئاب – المتنبي
قصيدة بغيرك راعيا عبث الذئاب هي قصيدة قالها الشاعر العربي العظيم أبو الطيب المتنبي، وتعتبر من اجمل واشهر ما ألقى من قصائد وشعر المتنبي، وهي كما ياتي:
- بِغَيرِكَ راعِياً عَبِثَ الذِئابُ
وَغَيرَكَ صارِماً ثَلَمَ الضِرابُ - وَتَملِكُ أَنفُسَ الثَقَلَينِ طُرّاً
فَكَيفَ تَحوزُ أَنفُسَها كِلابُ - وَما تَرَكوكَ مَعصِيَةً وَلَكِن
يُعافُ الوِردُ وَالمَوتُ الشَرابُ - طَلَبتَهُم عَلى الأَمواهِ حَتّى
تَخَوَّفَ أَن تُفَتِّشَهُ السَحابُ - فَبِتُّ لَيالِياً لا نَومَ فيها
تَخُبُّ بِكَ المُسَوَّمَةُ العِرابُ - يَهُزُّ الجَيشُ حَولَكَ جانِبَيهِ
كَما نَفَضَت جَناحَيها العُقابُ - وَتَسأَلُ عَنهُمُ الفَلَواتِ حَتّى
أَجابَكَ بَعضُها وَهُمُ الجَوابُ - فَقاتَلَ عَن حَريمِهِمِ وَفَرّوا
نَدى كَفَّيكَ وَالنَسَبُ القُرابُ - وَحِفظُكَ فيهِمِ سَلَفي مَعَدٍّ
وَأَنَّهُمُ العَشائِرُ وَالصِحابُ - تُكَفكِفُ عَنهُمُ صُمَّ العَوالي
وَقَد شَرِقَت بِظُعنِهِمِ الشَعابُ - وَأُسقِطَتِ الأَجِنَّةُ في الوَلايا
وَأُجهِضَتِ الحَوائِلُ وَالسِقابُ - وَعَمرٌ في مَيامِنِهِم عُمورٌ
وَكَعبٌ في مَياسِرِهِم كِعابُ - وَقَد خَذَلَت أَبو بَكرٍ بَنيها
وَخاذَلَها قُرَيظٌ وَالضِبابُ - إِذا ما سِرتَ في آثارِ قَومٍ
تَخاذَلَتِ الجَماجِمُ وَالرِقابُ - فَعُدنَ كَما أُخِذنَ مُكَرَّماتٍ
عَلَيهِنَّ القَلائِدُ وَالمَلابُ - يُثِبنَكَ بِالَّذي أَولَيتَ شُكراً
وَأَينَ مِنَ الَّذي تولي الثَوابُ - وَلَيسَ مَصيرُهُنَّ إِلَيكَ شَيناً
وَلا في صَونِهِنَّ لَدَيكَ عابُ - وَلا في فَقدِهِنَّ بَني كِلابٍ
إِذا أَبصَرنَ غُرَّتَكَ اِغتِرابُ - وَكَيفَ يَتِمُّ بَأسُكَ في أُناسٍ
تُصيبُهُمُ فَيُؤلِمُكَ المُصابُ - تَرَفَّق أَيُّها المَولى عَلَيهِم
فَإِنَّ الرِفقَ بِالجاني عِتابُ - وَإِنَّهُمُ عَبيدُكَ حَيثُ كانوا
إِذا تَدعو لِحادِثَةٍ أَجابوا - وَعَينُ المُخطِئينَ هُمُ وَلَيسوا
بِأَوَّلِ مَعشَرٍ خَطِئُوا فَتابوا - وَأَنتَ حَياتُهُم غَضِبَت عَلَيهِم
وَهَجرُ حَياتِهِم لَهُمُ عِقابُ - وَما جَهِلَت أَيادِيَكَ البَوادي
وَلَكِن رُبَّما خَفِيَ الصَوابُ - وَكَم ذَنبٍ مُوَلِّدُهُ دَلالٌ
وَكَم بُعدٍ مُوَلِّدُهُ اِقتِرابُ - وَجُرمٍ جَرَّهُ سُفَهاءُ قَومٍ
وَحَلَّ بِغَيرِ جارِمِهِ العَذابُ - فَإِن هابوا بِجُرمِهِمِ عَلِيّاً
فَقَد يَرجو عَلِيّاً مَن يَهابُ - وَإِن يَكُ سَيفَ دَولَةِ غَيرِ قَيسٍ
فَمِنهُ جُلودُ قَيسٍ وَالثِيابُ - وَتَحتَ رَبابِهِ نَبَتوا وَأَثّوا
وَفي أَيّامِهِ كَثُروا وَطابوا - وَتَحتَ لِوائِهِ ضَرَبوا الأَعادي
وَذَلَّ لَهُم مِنَ العَرَبِ الصِعابُ - وَلَو غَيرُ الأَميرِ غَزا كِلاباً
ثَناهُ عَن شُموسِهِمِ ضَبابُ - وَلاقى دونَ ثايِهِمِ طِعاناً
يُلاقي عِندَهُ الذِئبَ الغُرابُ - وَخَيلاً تَغتَذي ريحَ المَوامي
وَيَكفيها مِنَ الماءِ السَرابُ - وَلَكِن رَبُّهُم أَسرى إِلَيهِم
فَما نَفَعَ الوُقوفُ وَلا الذَهابُ - وَلا لَيلٌ أَجَنَّ وَلا نَهارٌ
وَلا خَيلٌ حَمَلنَ وَلا رِكابُ - رَمَيتَهُمُ بِبَحرٍ مِن حَديدٍ
لَهُ في البَرِّ خَلفَهُمُ عُبابُ - فَمَسّاهُم وَبُسطُهُمُ حَريرٌ
وَصَبَّحَهُم وَبُسطُهُمُ تُرابُ - وَمَن في كَفِّهِ مِنهُم قَناةٌ
كَمَن في كَفِّهِ مِنهُم خِضابُ - بَنو قَتلى أَبيكَ بِأَرضِ نَجدٍ
وَمَن أَبقى وَأَبقَتهُ الحِرابُ - عَفا عَنهُم وَأَعتَقَهُم صِغارا
وَفي أَعناقِ أَكثَرِهِم سِخابُ - وَكُلُّكُمُ أَتى مَأتى أَبيهِ
فَكُلُّ فَعالِ كُلِّكُمُ عُجابُ - كَذا فَليَسرِ مَن طَلَبَ الأَعادي
وَمِثلَ سُراكَ فَليَكُنِ الطِلابُ
-
قصائد في بحر الطويل بقافية دالية
قصائد في بحر الطويل بقافية دالية مقدمة: الشعر العربي يعد من أقدم وأجمل أشكال التعبير الأدبي، ومن أبرز بحور الشعر… انقر للمزيد
-
شعر مُلهم عن الثلج
شعر مُلهم عن الثلج مقدمة: الثلج كان دائمًا مصدر إلهام للشعراء، حيث يرون فيه رمزية النقاء والسكينة. ومن خلال قصائدهم،… انقر للمزيد
-
البحور السبعة في الأدب العربي
البحور السبعة في الأدب البحور السبعة لا تشير إلى بحار حقيقية، بل هي مصطلحات تستخدم في الشعر العربي للإشارة إلى… انقر للمزيد
-
اشهر قصائد امرؤ القيس
قصائد امرؤ القيس أشهر قصائد امرؤ القيس ومن أبرزها ما يلي: قِفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ قصيدة امرؤ القيس… انقر للمزيد
أسئلة طرحها الآخرون
أمريكا الجنوبية تقع قارة أمريكا الجنوبية في نصف الكرة الغربي وتحديداً في نصف الكرة الجنوبي، ويوجد فيها 12 دولة وثلاثة تبعيات بإجمالي أكثر من حوالي 433 مليون شخص يعيشون في القارة، وأكبر دولة فيها هي البرازيل، بحيث تغطي البلاد أكثر من نصف مساحة القارة، ومقارنةً بالأحجام فالبرازيل أصغر قليلاً من الولايات المتحدة، وأكبر مدينة في […]
حلى الخشخش صحي خفيف
تاريخ ولادة النبي فقد ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول لأول عام من حادثة الفيل، الموافق العشرين أو الثاني والعشرين من شهر إبريل سنة 571 من ميلاد المسيح عيسى عليه السلام. وقد توفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان يبلغ من العمر 63 سنة، ففي صحيح مسلم […]
هل لديك سؤال؟