اشهر قصائد امرؤ القيس - ويكي عربي

اشهر قصائد امرؤ القيس

اشهر قصائد امرؤ القيس

قصائد امرؤ القيس

أشهر قصائد امرؤ القيس ومن أبرزها ما يلي:

قِفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ

قصيدة امرؤ القيس قِفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ

  • قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ[1]
بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
  • فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه
لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ
  • تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِه
وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ
  • كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلوا
لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
  • وُقوفًا بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ
  • وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ
فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ
  • كَدَأبِكَ مِن أُمِّ الحُوَيرِثِ قَبلَه
وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ
  • فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً
عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
  • أَلا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالِحٌ
وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ
  • وَيَومَ عَقَرتُ لِلعَذارى مَطِيَّتي
فَيا عَجَبًا مِن كورِها المُتَحَمَّلِ
  • فَظَلَّ العَذارى يَرتَمينَ بِلَحمِه
وَشَحمٍ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ
  • وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ
فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي
  • تَقولُ وَقَد مالَ الغَبيطُ بِنا مَع
عَقَرتَ بَعيري يا اِمرَأَ القَيسِ فَاِنزُلِ
  • فَقُلتُ لَها سيري وَأَرخي زِمامَهُ
وَلا تُبعِديني مِن جَناكِ المُعَلَّلِ
  • فَمِثلُكِ حُبلى قَد طَرَقتُ وَمُرضِعٍ
فَأَلهَيتُها عَن ذي تَمائِمَ مُحوِلِ
  • إِذا ما بَكى مِن خَلفِها اِنصَرَفَت لَهُ
بِشِقٍّ وَتَحتي شِقُّها لَم يُحَوَّلِ
  • وَيَومًا عَلى ظَهرِ الكَثيبِ تَعَذَّرَت
عَلَيَّ وَآلَت حَلفَةً لَم تُخَلَّلِ
  • أَفاطِمَ مَهلًا بَعضَ هَذا التَدَلُّلِ
وَإِن كُنتِ قَد أَزمَعتِ صَرمي فَأَجمِلي
  • وَإِن تَكُ قَد ساءَتكِ مِنّي خِلقَةٌ
فَسُلّي ثِيابي مِن ثِيابِكِ تَنسُلِ
  • أَغَرَّكِ مِنّي أَنَّ حُبَّكِ قاتِلي
وَأَنَّكِ مَهما تَأمُري القَلبَ يَفعَلِ
  • وَما ذَرَفَت عَيناكِ إِلّا لِتَضرِبي
بِسَهمَيكِ في أَعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
  • وَبَيضَةِ خِدرٍ لا يُرامُ خِباؤُه
تَمَتَّعتُ مِن لَهوٍ بِها غَيرَ مُعجَلِ
  • تَجاوَزتُ أَحراسًا إِلَيها وَمَعشَر
عَلَيَّ حِراسًا لَو يُسِرّونَ مَقتَلي
  • إِذا ما الثُرَيّا في السَماءِ تَعَرَّضَت
تَعَرُّضَ أَثناءِ الوِشاحِ المُفَصَّلِ
  • فَجِئتُ وَقَد نَضَّت لِنَومٍ ثِيابَه
لَدى السِترِ إِلّا لِبسَةَ المُتَفَضِّلِ
  • فَقالَت يَمينَ اللَهِ ما لَكَ حيلَةٌ
وَما إِن أَرى عَنكَ الغِوايَةَ تَنجَلي
  • خَرَجتُ بِها أَمشي تَجُرُّ وَراءَن
عَلى أَثَرَينا ذَيلَ مِرطٍ مُرَحَّلِ
  • فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ وَاِنتَحى
بِنا بَطنُ خَبثٍ ذي حِقافٍ عَقَنقَلِ
  • هَصَرتُ بِفَودي رَأسِها فَتَمايَلَت
عَلَيَّ هَضيمَ الكَشحِ رَيّا المُخَلخَلِ
  • إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُه
نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ
  • مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفاضَةٍ
تَرائِبُها مَصقولَةٌ كَالسَجَنجَلِ
  • كَبِكرِ المُقاناةِ البَياضِ بِصُفرَةٍ
غَذاها نَميرُ الماءِ غَيرُ المُحَلَّلِ
  • تَصُدُّ وَتُبدي عَن أَسيلٍ وَتَتَّقي
بِناظِرَةٍ مِن وَحشِ وَجرَةَ مُطفِلِ
  • وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِفاحِشٍ
إِذا هِيَ نَصَّتهُ وَلا بِمُعَطَّلِ
  • وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ
أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ
  • غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُل
تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ
  • وَكَشحٍ لَطيفٍ كَالجَديلِ مُخَصَّرٍ
وَساقٍ كَأُنبوبِ السَقِيِّ المُذَلَّلِ
  • وَتَعطو بِرَخصٍ غَيرِ شَثنٍ كَأَنَّهُ
أَساريعُ ظَبيٍ أَو مَساويكُ إِسحِلِ
  • تُضيءُ الظَلامَ بِالعِشاءِ كَأَنَّه
مَنارَةُ مَمسى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ
  • وَتُضحي فَتيتُ المِسكِ فَوقَ فِراشِه
نَؤومُ الضُحى لَم تَنتَطِق عَن تَفَضُّلِ
  • إِلى مِثلِها يَرنو الحَليمُ صَبابَةً
إِذا ما اِسبَكَرَّت بَينَ دِرعٍ وَمِجوَلِ
  • تَسَلَّت عِماياتُ الرِجالِ عَنِ الصِب
وَلَيسَ فُؤادي عَن هَواكِ بِمُنسَلِ
  • أَلا رُبَّ خَصمٍ فيكِ أَلوى رَدَدتَهُ
نَصيحٍ عَلى تَعذالِهِ غَيرَ مُؤتَلِ
  • وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَهُ
عَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَلي
  • فَقُلتُ لَهُ لَمّا تَمَطّى بِصُلبِهِ
وَأَردَفَ أَعجازًا وَناءَ بِكَلكَلِ
  • أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَلي
بِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَلِ
  • فَيا لَكَ مِن لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ
بِكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّت بِيَذبُلِ
  • كَأَنَّ الثُرَيّا عُلِّقَت في مَصامِه
بِأَمراسِ كِتّانٍ إِلى صُمِّ جَندَلِ
  • وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِه
بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
  • مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَع
كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
  • كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ
كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
  • مِسَحٍّ إِذا ما السابِحاتُ عَلى الوَنى
أَثَرنَ غُبارًا بِالكَديدِ المُرَكَّلِ
  • عَلى العَقبِ جَيّاشٍ كَأَنَّ اِهتِزامَهُ
إِذا جاشَ فيهِ حَميُهُ غَليُ مِرجَلِ
  • يَطيرُ الغُلامَ الخِفُّ عَن صَهَواتِهِ
وَيَلوي بِأَثوابِ العَنيفِ المُثَقَّلِ
  • دَريرٍ كَخُذروفِ الوَليدِ أَمَرَّهُ
تَقَلُّبُ كَفَّيهِ بِخَيطٍ مُوَصَّلِ
  • لَهُ أَيطَلا ظَبيٍ وَساقا نَعامَةٍ
وَإِرخاءُ سِرحانٍ وَتَقريبُ تَتفُلِ
  • كَأَنَّ عَلى الكَتفَينِ مِنهُ إِذا اِنتَحى
مَداكُ عَروسٍ أَو صَلايَةُ حَنظَلِ
  • وَباتَ عَلَيهِ سَرجُهُ وَلِجامُهُ
وَباتَ بِعَيني قائِمًا غَيرَ مُرسَلِ
  • فَعَنَّ لَنا سِربٌ كَأَنَّ نِعاجَهُ
عَذارى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
  • فَأَدبَرنَ كَالجِزعِ المُفَصَّلِ بَينَهُ
بِجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَةِ مُخوَلِ
  • فَأَلحَقَنا بِالهادِياتِ وَدونَهُ
جَواحِرُها في صَرَّةٍ لَم تُزَيَّلِ
  • فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ
دِراكًا وَلَم يَنضَح بِماءٍ فَيُغسَلِ
  • وَظَلَّ طُهاةُ اللَحمِ ما بَينَ مُنضِجٍ
صَفيفَ شِواءٍ أَو قَديرٍ مُعَجَّلِ
  • وَرُحنا وَراحَ الطَرفُ يُنفِضُ رَأسَهُ
مَتى ما تَرَقَّ العَينُ فيهِ تَسَفَّلِ
  • كَأَنَّ دِماءَ الهادِياتِ بِنَحرِهِ
عُصارَةُ حِنّاءٍ بِشَيبٍ مُرَجَّلِ
  • وَأَنتَ إِذا اِستَدبَرتَهُ سَدَّ فَرجَهُ
بِضافٍ فُوَيقَ الأَرضِ لَيسَ بِأَعزَلِ
  • أَحارِ تَرى بَرقًا أُريكَ وَميضَهُ
كَلَمعِ اليَدَينِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ
  • يُضيءُ سَناهُ أَو مَصابيحَ راهِبٍ
أَهانَ السَليطَ في الذَبالِ المُفَتَّلِ
  • قَعَدتُ لَهُ وَصُحبَتي بَينَ حامِرٍ
وَبَينَ إِكامِ بُعدَ ما مُتَأَمَّلِ
  • وَأَضحى يَسُحُّ الماءُ عَنكُلِّ فَيقَةٍ
يَكُبُّ عَلى الأَذقانِ دَوحَ الكَنَهبَلِ
  • وَتَيماءَ لَم يَترُك بِها جِذعَ نَخلَةٍ
وَلا أُطُماً إِلّا مَشيدًا بِجَندَلِ
  • كَأَنَّ ذُرى رَأسِ المُجَيمِرِ غُدوَةً
مِنَ السَيلِ وَالغُثّاءِ فَلكَةُ مِغزَلِ
  • كَأَنَّ أَبانًا في أَفانينِ وَدقِهِ
كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
  • وَأَلقى بِصَحراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ
نُزولَ اليَماني ذي العِيابِ المُخَوَّلِ
  • كَأَنَّ سِباعًا فيهِ غَرقى غُدَيَّةً
بِأَرجائِهِ القُصوى أَنابيشُ عَنصُلِ
  • عَلى قَطَنٍ بِالشَيمِ أَيمَنُ صَوبِهِ
وَأَيسَرُهُ عَلى السِتارِ فَيَذبُلِ
  • وَأَلقى بِبَيسانَ مَعَ اللَيلِ بَركَهُ
فَأَنزَلَ مِنهُ العَصمَ مِن كُلِّ مَنزِلِ

ألا عم صباحًا أيّها الطلل البالي

امرؤ القيس وقصيدة ألا عم صباحًا أيّها الطلل البالي:

  • أَلا عِم صَباحًا أَيُّها الطَلَلُ البالي[2]
وَهَل يَعِمَن مَن كانَ في العُصُرِ الخالي
  • وَهَل يَعِمَن إِلّا سَعيدٌ مُخَلَّدٌ
قَليلُ الهُمومِ ما يَبيتُ بِأَوجالِ
  • وَهَل يَعِمَن مَن كانَ أَحدَثُ عَهدِهِ
ثَلاثينَ شَهرًا في ثَلاثَةِ أَحوالِ
  • دِيارٌ لِسَلمى عافِياتٌ بِذي خالٍ
أَلَحَّ عَلَيها كُلُّ أَسحَمَ هَطّالِ
  • وَتَحسِبُ سَلمى لا تَزالُ تَرى طَلّ
مِنَ الوَحشِ أَو بَيضاءً بِمَيثاءِ مِحلالِ
  • وَتَحسِبُ سَلمى لا نَزالُ كَعَهدِن
بِوادي الخُزامى أَو عَلى رَسِ أَوعالِ
  • لَيالِيَ سَلمى إِذ تُريكَ مُنَصَّب
وَجيدًا كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِمِعطالِ
  • أَلا زَعَمَت بَسباسَةُ اليَومَ أَنَّني
كَبِرتُ وَأَن لا يُحسِنُ اللَهوَ أَمثالي
  • كَذَبتِ لَقَد أَصبى عَلى المَرءِ عِرسُهُ
وَأَمنَعُ عِرسي أَن يُزَنَّ بِها الخالي
  • وَيا رُبَّ يَومٍ قَد لَهَوتُ وَلَيلَةٍ
بِآنِسَةٍ كَأَنَّها خَطُّ تِمثالِ
  • يُضيءُ الفِراشُ وَجهَها لِضَجيعِه
كَمِصباحِ زَيتٍ في قَناديلِ ذَبّالِ
  • كَأَنَّ عَلى لَبّاتِها جَمرَ مُصطَلٍ
أَصابَ غَضىً جَزلًا وَكَفَّ بِأَجذالِ
  • وَهَبَّت لَهُ ريحٌ بِمُختَلَفِ الصَو
صَبًا وَشِمالًا في مَنازِلِ قَفّالِ
  • وَمِثلُكِ بَيضاءَ العَوارِضِ طِفلَةٍ
لَعوبٍ تُنَسّيني إِذا قُمتُ سِربالي
  • إِذا ما الضَجيعُ اِبتَزَّها مِن ثِيابِه
تَميلُ عَلَيهِ هَونَةً غَيرَ مِجبالِ
  • كَحَقفِ النَقا يَمشي الوَليدانِ فَوقَهُ
بِما اِحتَسَبا مِن لينِ مَسٍّ وَتَسهالِ
  • لَطيفَةُ طَيِّ الكَشحِ غَيرُ مُفاضَةٍ
إِذا اِنفَلَتَت مُرتَجَّةً غَيرَ مِتفالِ
  • تَنَوَّرتُها مِن أَذرُعاتٍ وَأَهلُه
بِيَثرِبَ أَدنى دارَها نَظَرٌ عالِ
  • نَظَرتُ إِلَيها وَالنُجومُ كَأَنَّه
مَصابيحُ رُهبانٍ تَشُبُّ لِقَفّالِ
  • سَمَوتُ إِلَيها بَعدَ ما نامَ أَهلُه
سُموَّ حَبابِ الماءِ حالًا عَلى حالِ
  • فَقالَت سَباكَ اللَهُ إِنَّكَ فاضِحي
أَلَستَ تَرى السُمّارَ وَالناسَ أَحوالي
  • فَقُلتُ يَمينَ الله أَبرَحُ قاعِد
وَلَو قَطَعوا رَأسي لَدَيكِ وَأَوصالي
  • حَلَفتُ لَها بِاللَهِ حِلفَةَ فاجِرٍ
لَناموا فَما إِن مِن حَديثٍ وَلا صالِ
  • فَلَمّا تَنازَعنا الحَديثَ وَأَسمَحَت
هَصَرتُ بِغُصنٍ ذي شَماريخَ مَيّالِ
  • وَصِرنا إِلى الحُسنى وَرَقَّ كَلامُن
وَرُضتُ فَذَلَّت صَعبَةٌ أَيَّ إِذلالِ
  • فَأَصبَحتُ مَعشوقًا وَأَصبَحَ بَعلُه
عَلَيهِ القَتامُ سَيِّئَ الظَنِّ وَالبالِ
  • يَغُطُّ غَطيطَ البَكرِ شُدَّ خِناقُهُ
لِيَقتُلَني وَالمَرءُ لَيسَ بِقَتّالِ
  • أَيَقتُلُني وَالمَشرَفِيُّ مُضاجِعي
وَمَسنونَةٌ زُرقٌ كَأَنيابِ أَغوالِ
  • وَلَيسَ بِذي رُمحٍ فَيَطعَنُني بِهِ
وَلَيسَ بِذي سَيفٍ وَلَيسَ بِنَبّالِ
  • أَيَقتُلَني وَقَد شَغَفتُ فُؤادَه
كَما شَغَفَ المَهنوءَةَ الرَجُلُ الطالي
  • وَقَد عَلِمَت سَلمى وَإِن كانَ بَعلُه
بِأَنَّ الفَتى يَهذي وَلَيسَ بِفَعّالِ
  • وَماذا عَلَيهِ إِن ذَكَرتُ أَوانِس
كَغِزلانِ رَملٍ في مَحاريبِ أَقيالِ
  • وَبَيتِ عَذارى يَومَ دَجنٍ وَلَجتُهُ
يَطُفنَ بِجَبّاءِ المَرافِقِ مِكسالِ
  • سِباطُ البَنانِ وَالعَرانينِ وَالقَن
لِطافَ الخُصورِ في تَمامٍ وَإِكمالِ
  • نَواعِمُ يُتبِعنَ الهَوى سُبُلَ الرَدى
يَقُلنَ لِأَهلِ الحِلمِ ضُلَّ بِتِضلالِ
  • صَرَفتُ الهَوى عَنهُنَّ مِن خَشيَةِ الرَدى
وَلَستُ بِمُقليِّ الخِلالِ وَلا قالِ
  • كَأَنِّيَ لَم أَركَب جَوادًا لِلَذَّةٍ
وَلَم أَتَبَطَّن كاعِبًا ذاتَ خِلخالِ
  • وَلَم أَسبَإِ الزِقَّ الرَويَّ وَلَم أَقُل
لِخَيلِيَ كُرّي كَرَّةً بَعدَ إِجفالِ
  • وَلَم أَشهَدِ الخَيلَ المُغيرَةَ بِالضُحى
عَلى هَيكَلٍ عَبلِ الجُزارَةِ جَوّالِ
  • سَليمَ الشَظى عَبلَ الشَوى شَنَجَ النَس
لَهُ حَجَباتٌ مُشرِفاتٌ عَلى الفالِ
  • وَصُمٌّ صِلابٌ ما يَقينَ مِنَ الوَجى
كَأَنَّ مَكانَ الرِدفِ مِنهُ عَلى رَألِ
  • وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِه
لِغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ رائِدُهُ خالِ
  • تَحاماهُ أَطرافُ الرِماحِ تَحامِي
وَجادَ عَلَيهِ كُلُّ أَسحَمَ هَطّالِ
  • بِعَجلَزَةٍ قَد أَترَزَ الجَريُ لَحمَه
كَميتٍ كَأَنَّها هِراوَةُ مِنوالِ
  • ذَعَرتُ بِها سِرباً نَقِيًّا جُلودُهُ
وَأَكرُعُهُ وَشيُ البُرودِ مِنَ الخالِ
  • كَأَنَّ الصُوارَ إِذ تَجَهَّدَ عَدوُهُ
عَلى جَمَزى خَيلٍ تَجولُ بِأَجلالِ
  • فَجالَ الصُوارُ وَاِتَّقَينَ بِقَرهَبٍ
طَويلِ الفِرا وَالرَوقِ أَخنَسَ ذَيّالِ
  • فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ
وَكانَ عِداءُ الوَحشِ مِنّي عَلى بالِ
  • كَأَنّي بِفَتخاءِ الجَناحَينِ لَقوَةٍ
صَيودٍ مِنَ العِقبانِ طَأطَأتُ شِملالي
  • تَخَطَّفُ خَزّانَ الشُرَيَّةِ بِالضُحى
وَقَد حَجَرَت مِنها ثَعالِبُ أَورالِ
  • كَأَنَّ قُلوبَ الطَيرِ رَطبًا وَيابِس
لَدى وَكرِها العُنّابُ وَالحَشَفُ البالي
  • فَلَو أَنَّ ما أَسعى لِأَدنى مَعيشَةٍ
كَفاني وَلَم أَطلُب قَليلٌ مِنَ المالِ
  • وَلَكِنَّما أَسعى لِمَجدٍ مُؤَثَّلٍ
وَقَد يُدرِكُ المَجدَ المُؤَثَّلَ أَمثالي
  • وَطا المَرءُ ما دامَت حُشاشَةُ نَفسِهِ
بِمُدرِكِ أَطرافِ الخُطوبِ وَلا آلي

خليليّ مُرّا بي على أم جندب

اجمل قصائد امرؤ القيس خليليّ مُرّا بي على أم جندب:

  • خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى أُمِّ جُندَبِ[3]
نُقَضِّ لُباناتِ الفُؤادِ المُعَذَّبِ
  • فَإِنَّكُما إِن تُنظِرانِيَ ساعَةً
مِنَ الدَهرِ تَنفَعني لَدى أُمِّ جُندَبِ
  • أَلَم تَرَياني كُلَّما جِئتُ طارِق
وَجَدتُ بِها طيبًا وَإِن لَم تُطَيَّبِ
  • عَقيلَةُ أَترابٍ لَها لا ذَميمَةٌ
وَلا ذاتُ خَلقٍ إِن تَأَمَّلتَ جَأنَبِ
  • أَلا لَيتَ شِعري كَيفَ حادِثُ وَصلِه
وَكَيفَ تُراعي وَصلَةَ المُتَغَيِّبِ
  • قامَت عَلى ما بَينَنا مِن مَوَدَّةٍ
أُمَيمَةُ أَم صارَت لِقَولِ المُخَبِّبِ
  • فَإِن تَنأَ عَنها حِقبَةً لا تُلاقِه
فَإِنَّكَ مِمّا أَحدَثَت بِالمُجَرِّبِ
  • وَقالَت مَتى يُبخَل عَلَيكَ وَيُعتَلَل
يَسُؤكَ وَإِن يُكشَف غَرامُكَ تَدرُبِ
  • تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
سَوالِكَ نَقبًا بَينَ حَزمَي شَعَبعَبِ
  • عَلَونَ بِأَنطاكِيَّةٍ فَوقَ عَقمَةٍ
كَجِرمَةِ نَخلٍ أَو كَجَنَّةِ يَثرِبِ
  • وَلِلَّهِ عَينا مَن رَأى مِن تَفَرُّقٍ
أَشَتَّ وَأَنأى مِن فُراقِ المُحَصَّبِ
  • فَريقانِ مِنهُم جازِعٌ بَطنَ نَخلَةٍ
وَآخَرُ مِنهُم قاطِعٌ نَجدَ كَبكَبِ
  • فَعَيناكَ غَربا جَدوَلٍ في مَفاضَةٍ
كَمَرِّ الخَليجِ في صَفيحٍ مُصَوَّبِ
  • وَإِنَّكَ لَم يَفخَر عَلَيكَ كَفاخِرٍ
ضَعيفٍ وَلَم يَغلِبكَ مِثلُ مُغَلِّبِ
  • وَإِنَّكَ لَم تَقطَع لُبانَةَ عاشِقٍ
بِمِثلِ غُدُوٍّ أَو رَواحٍ مُؤَوَّبِ
  • بِأَدماءَ حُرجوجٍ كَأَنَّ قُتودَه
عَلى أَبلَقِ الكَشحَينِ لَيسَ بِمُغرِبِ
  • يُغَرِّدُ بِالأَسحارِ في كُلِّ سَدفَةٍ
تَغَرُّدَ مَيّاحِ النَدامى المُطَرَّبِ
  • أَقَبَّ رَباعٍ مِن حَميرِ عَمايَةٍ
يَمُجُّ لِعاعَ البَقلِ في كُلِّ مَشرَبِ
  • بِمَحنِيَّةٍ قَد آزَرَ الضالُ نَبتَه
مَجِرَّ جُيوشٍ غانِمينَ وَخُيَّبِ
  • وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِه
وَماءُ النَدى يَجري عَلى كُلِّ مِذنَبِ
  • بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ لاحَهُ
طِرادُ الهَوادي كُلَّ شَأوٍ مُغَرِّبِ
  • عَلى الأَينِ جَيّاشٌ كَأَنَّ سُراتَهُ
عَلى الضَمرِ وَالتَعداءِ سَرحَةُ مَرقَبِ
  • يُباري الخَنوفَ المُستَقِلَّ زِماعُهُ
تَرى شَخصَهُ كَأَنَّهُ عودُ مَشجَبِ
  • لَهُ أَيطَلا ظَبيٍ وَساقا نَعامَةٍ
وَصَهوَةُ عيرٍ قائِمٍ فَوقَ مَرقَبِ
  • وَيَخطو عَلى صُمٍّ صِلابٍ كَأَنَّه
حِجارَةُ غيلٍ وارِساتٌ بِطُحلُبِ
  • لَهُ كَفَلٌ كَالدِعصِ لَبَّدَهُ النَدى
إِلى حارِكٍ مِثلِ الغَبيطِ المُذَأَّبِ
  • وَعَينٌ كَمِرآةِ الصَناعِ تُديرُه
لِمِحجَرِها مِنَ النَصيفِ المُثَقَّبِ
  • لَهُ أُذُنانِ تَعرِفُ العِتقَ فيهِم
كَسامِعَتَي مَذعورَةٍ وَسطَ رَبرَبِ
  • وَمُستَفلِكُ الذِفرى كَأَنَّ عِنانَهُ
وَمِثناتَهُ في رَأسِ جِذعٍ مُشَذَّبِ
  • وَأَسحَمُ رَيّانُ العَسيبِ كَأَنَّهُ
عَثاكيلُ قِنوٍ مِن سَميحَةَ مُرطِبِ
  • إِذا ما جَرى شَأوَينِ وَاِبتَلَّ عِطفُهُ
تَقولُ هَزيرُ الريحِ مَرَّت بِأَثأَبِ
  • يُديرُ قُطاةً كَالمُحالَةِ أَشرَفَت
إِلى سَنَدٍ مِثلُ الغَبيطِ المُذَأَّبِ
  • وَيَخضِدُ في الآرِيِّ حَتّى كَأَنَّم
بِهِ غِرَّةٌ مِن طائِفٍ غَيرِ مُعقِبِ
  • فَيَومًا عَلى سِربٍ نَقِيِّ جُلودُهُ
وَيَومًا عَلى بَيدانَةٍ أُمِّ تَولَبِ
  • فَبَينا نِعاجٌ يَرتَعينَ خَميلَةً
كَمَشيِ العَذارى في المِلاءِ المُهَدَّبِ
  • فَكانَ تَنادينا وَعَقدَ عِذارِهِ
وَقالَ صِحابي قَد شَأَونَكَ فَاِطلُبِ
  • فَلَأيًا بِلَأيٍ ما حَمَلنا غُلامَن
عَلى ظَهرِ مَحبوكِ السَراةِ مُجَنَّبِ
  • وَوَلّى كَشُؤبوبِ الغَشِيِّ بِوابِلٍ
وَيَخرُجنَ مِن جَعدٍ ثَراهُ مُنَصَّبِ
  • فَلِلساقِ أُلهوبٌ وَلِلسَوطِ دُرَّةٌ
وَلِلزَجرِ مِنهُ وَقعُ أَهوَجَ مُتعَبِ
  • فَأَدرَكَ لَم يَجهَد وَلَم يَثنِ شَأوَهُ
يَمُرُّ كَخُذروفِ الوَليدِ المُثَقَّبِ
  • تَرى الفارَ في مُستَنقَعِ القاعِ لاحِب
عَلى جَدَدِ الصَحراءِ مِن شَدِّ مُلهَبِ
  • خَفاهُنَّ مِن أَنفاقِهِنَّ كَأَنَّم
خَفاهُنَّ وَدقٌ مِن عَشِيٍّ مُجَلَّبِ
  • فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ
وَبَينَ شَبوبٍ كَالقَضيمَةِ قَرهَبِ
  • وَظَلَّ لِثيرانِ الصَريمِ غَماغِمٌ
يُداعِسُها بِالسَمهَرِيِّ المُعَلَّبِ
  • فَكابٍ عَلى حُرِّ الجَبينِ وَمُتَّقٍ
بِمَدرِيَّةٍ كَأَنَّها ذَلقُ مِشعَبِ
  • وَقُلنا لِفِتيانٍ كِرامٍ أَلا اِنزِلو
فَعالوا عَلَينا فَضلَ ثَوبٍ مُطَنَّبِ
  • وَأَوتادَهُ ماذَيَّةٌ وَعِمادُهُ
رُدَينِيَّةٌ بِها أَسِنَّةُ قُعضُبِ
  • وَأَطنابَهُ أَشطانُ خوصٍ نَجائِبٍ
وَصَهوَتُهُ مِن أَتحَمِيٍّ مُشَرعَبِ
  • فَلَمّا دَخَلناهُ أَضَفنا ظُهورَن
إِلى كُلِّ حارِيٍّ جَديدٍ مُشَطَّبِ
  • كَأَنَّ عُيونَ الوَحشِ حَولَ خِبائِن
وَأَرجُلِنا الجَزعَ الَّذي لَم يُثَقَّبِ
  • نَمُشُّ بِأَعرافِ الجِيادِ أَكُفَّن
إِذا نَحنُ قُمنا عَن شِواءٍ مُضَهَّبِ
  • وَرُحنا كَأَنّا مِن جُؤاثى عَشِيَّةٍ
نُعالي النِعاجَ بَينَ عَدلٍ وَمُحقَبِ
  • وَراحَ كَتَيسِ الرَبلِ يَنفُضُ رَأسَهُ
أَذاةٌ بِهِ مِن صائِكٍ مُتَحَلِّبِ
  • كَأَنَّ دِماءَ الهادِياتِ بِنَحرِهِ
عُصارَةُ حَنّاءٍ بِشَيبٍ مُخَضَّبِ
  • وَأَنتَ إِذا اِستَدبَرتَهُ سَدَّ فَرجَهُ
بِضافٍ فُوَيقَ الأَرضِ لَيسَ بِأَصهَبِ

لعمرك ما قلبي إلى أهله بِحُر

  • لَعَمرُكَ ما قَلبي إِلى أَهلِهِ بِحُر[4]
وَلا مُقصِرٍ يَومًا فَيَأتِيَني بِقُر
  • أَلا إِنَّما الدَهرُ لَيالٍ وَأَعصُرِ
وَلَيسَ عَلى شَيءٍ قَويمٍ بِمُستَمِر
  • لَيالٍ بِذاتِ الطَلحِ عِندَ مُحَجَّرِ
أَحَبُّ إِلَينا مِن لَيالٍ عَلى أُقَر
  • أُغادي الصَبوحَ عِندَ هِرٍّ وَفَرتَنى
وَليدًا وَهَل أَفنى شَبابِيَ غَيرُ هِر
  • إِذا ذُقتُ فاهًا قُلتُ طَعمُ مُدامَةٍ
مُعَتَّقَةٍ مِمّا تَجيءُ بِهِ التُجُر
  • هُما نَعجَتانِ مِن نِعاجِ تِبالَةِ
لَدى جُؤذَرَينِ أَو كَبَعضِ دُمى هَكِر
  • إِذا قامَتا تَضَوَّعَ المِسكُ مِنهُم
نَسيمَ الصَبا جاءَت بِريحٍ مِنَ القُطُر
  • كَأَنَّ التُجارَ أُصعِدوا بِسَبيئَةٍ
مِنَ الخِصِّ حَتّى أَنزَلوها عَلى يَسَر
  • فَلَمّا اِستَطابوا صُبَّ في الصَحنِ نِصفُهُ
وَشُجَّت بِماءٍ غَيرِ طَرقٍ وَلا كَدِر
  • بِماءِ سَحابٍ زَلَّ عَن مُتنِ صَخرَةٍ
إِلى بَطنِ أُخرى طَيِّبٍ ماؤُها خُصَر
  • لَعَمرُكَ ما إِن ضَرَّني وَسطَ حِميَرٍ
وَأَقوالِها إِلّا المَخيلَةُ وَالسُكُر
  • وَغَيرُ الشَقاءِ المُستَبينِ فَلَيتَني
أَجَرَّ لِساني يَومَ ذَلِكُمُ مُجِر
  • لَعَمرُكَ ما سَعدٌ بِخُلَّةِ آثِمٍ
وَلا نَأنَإٍ يَومَ الحِفاظِ وَلا حَصِر
  • لَعَمري لَقَومٌ قَد نَرى أَمسَ فيهِمُ
مَرابِطَ لِلأَمهارِ وَالعَكَرِ الدَثِر
  • أَحَبُّ إِلَينا مِن أُناسٍ بِقِنَّةٍ
يَروحُ عَلى آثارِ شائِهِمُ النَمِر
  • يُفاكِهُنا سَعدٌ وَيَغدو لِجَمعِن
بِمَثنى الزِقاقِ المُترَعاتِ وَبِالجَزُر
  • لَعَمري لَسَعدٌ حَيثُ حَلَّت دِيارُهُ
أَحَبُّ إِلَينا مِنكَ فافَرَسٍ حَمِر
  • وَتَعرِفُ فيهِ مِن أَبيهِ شَمائِل
وَمِن خالِهِ أَو مِن يَزيدَ وَمِن حُجَر
  • سَماحَةَ ذا وَبِرَّ ذا وَوَفاءِ ذا
وَنائِلَ ذا إِذا صَحا وَإِذا سَكِر

لِمَن طللٌ أبصرتُه فشجاني

  • لِمَن طَلَلٌ أَبصَرتُهُ فَشَجاني[5]
كَخَطِّ زَبورٍ في عَسيبِ يَمانِ
  • دِيارٌ لِهِندٍ وَالرَبابِ وَفَرتَني
لَيالِيَنا بِالنَعفِ مِن بَدَلانِ
  • لَيالِيَ يَدعوني الهَوى فَأُجيبَهُ
وَأَعيُنُ مَن أَهوى إِلَيَّ رَواني
  • فَإِن أُمسِ مَكروبًا فَيا رُبَّ بَهمَةٍ
كَشَفتُ إِذا ما اِسوَدَّ وَجهُ جَبانِ
  • وَإِن أُمسِ مَكروبًا فَيا رُبَّ قَينَةٍ
مُنَعَّمَةٍ أَعمَلتُها بِكِرانِ
  • لَها مِزهَرٌ يَعلو الخَميسَ بِصَوتِهِ
أَجَشُّ إِذا ما حَرَّكَتهُ اليَدانِ
  • وَإِن أُمسِ مَكروبًا فَيا رُبَّ غارَةٍ
شَهِدتُ عَلى أَقَبِّ رَخوِ اللَبانِ
  • عَلى رَبَذٍ يَزدادُ عَفوًا إِذا جَرى
مِسَحٍّ حَثيثِ الرَكضِ وَالزَأَلانِ
  • وَيَخدي عَلى صُمٍّ صِلابٍ مَلاطِسٍ
شَديداتِ عَقدٍ لَيِّناتِ مَتانِ
  • وَغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ حُوٍّ تِلاعُهُ
تَبَطَّنتُهُ بِشيظَمٍ صَلِتانِ
  • مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَع
كَتَيسِ ظِباءِ الحُلَّبِ الغَذَوانِ
  • إِذا ما جَنَبناهُ تَأَوَّدَ مَتنُهُ
كَعِرقِ الرُخامى اِهتَزَّ في الهَطَلانِ
  • تَمَتَّع مِنَ الدُنيا فَإِنَّكَ فاني
مِنَ النَشَواتِ وَالنِساءِ الحِسانِ
  • مِنَ البيضِ كَالآرامِ وَالأُدمِ كَالدُمى
حَواصِنُها وَالمُبرِقاتِ الرَواني
  • أَمِن ذِكرِ نَبهانِيَّةٍ حَلَّ أَهلُه
بِجِزعِ المَلا عَيناكَ تَبتَدِرانِ
  • فَدَمعُهُما سَكبٌ وَسَحٌّ وَدَيمَةٌ
وَرَشٌّ وَتَوكافٌ وَتَنهَمِلانِ
  • كَأَنَّهُما مَزادَتا مُتَعَجِّلٍ
فَرِيّانِ لَمّا تُسلَقا بِدِهانِ

سَما لك شوقٌ بعدما كان أقصَر

  • سَما لَكَ شَوقٌ بَعدَما كانَ أَقصَر[6]
وَحَلَّت سُلَيمى بَطنَ قَوِّ فَعَرعَرا
  • كِنانِيَّةٌ بانَت وَفي الصَدرِ وُدُّه
مُجاوِرَةٌ غَسّانَ وَالحَيُّ يَعمُرا
  • بِعَينَيَّ ظَعنُ الحَيِّ لَمّا تَحَمَّلو
لَدى جانِبِ الأَفلاجِ مِن جَنبِ تَيمَرى
  • فَشَبَّهتَهُم في الآلِ لَمّا تَكَمَّشو
حَدائِقَ دومِ أَو سَفينًا مُقَيَّرا
  • أَوِ المُكرَعاتِ مِن نَخيلِ اِبنِ يامِنٍ
دُوَينَ الصَفا اللائي يَلينَ المُشَقَّرا
  • سَوامِقَ جَبّارَ أَثيثٍ فُروعَهُ
وَعالَينَ قُنوانًا مِنَ البُسرِ أَحمَرا
  • حَمَتهُ بَنو الرَبداءِ مِن آلِ يامِنٍ
بِأَسيافِهِم حَتّى أَقَرَّ وَأَوقَرا
  • وَأَرضى بَني الرَبداءِ وَاِعتَمَّ زَهوُهُ
وَأَكمامُهُ حَتّى إِذا ما تَهَصَّرا
  • أَطافَت بِهِ جَيلانَ عِندَ قِطاعِهِ
تُرَدِّدُ فيهِ العَينَ حَتّى تَحَيَّرا
  • كَأَنَّ دُمى شَغفٍ عَلى ظَهرِ مَرمَرٍ
كَسا مُزبِدَ الساجومِ وَشيًا مُصَوَّرا
  • غَرائِرُ في كَنٍّ وَصَونٍ وَنِعمَةٌ
يُحَلَّينَ ياقوتًا وَشَذرًا مُفَقَّرا
  • وَريحَ سَنًا في حُقَّةٍ حِميَرِيَّةٍ
تُخَصُّ بِمَفروكٍ مِنَ المِسكِ أَذفَرا
  • وَباناً وَأُلوِيًّا مِنَ الهِندِ داكِي
وَرَندًا وَلُبنىً وَالكِباءَ المُقَتَّرا
  • غَلِقنَ بِرَهنٍ مِن حَبيبٍ بِهِ اِدَّعَت
سُلَيمى فَأَمسى حَبلُها قَد تَبَتَّرا
  • وَكانَ لَها في سالِفِ الدَهرِ خُلَّةٌ
يُسارِقُ بِالطَرفِ الخِباءَ المُسَتَّرا
  • إِذا نالَ مِنها نَظرَةً ريعَ قَلبُهُ
كَما ذُعِرَت كَأسُ الصَبوحِ المُخَمَّرا
  • نَزيفٌ إِذا قامَت لِوَجهٍ تَمايَلَت
تُراشي الفُؤادَ الرَخصَ أَلّا تَخَتَّرا
  • أَأَسماءُ أَمسى وُدُّها قَد تَغَيَّر
سَنُبدِلُ إِن أَبدَلتِ بِالوُدِّ آخَرا
  • تَذَكَّرتُ أَهلي الصالِحينَ وَقَد أَتَت
عَلى خَمَلى خوصُ الرِكابِ وَأَوجَرا
  • فَلَمّا بَدا حَورانُ وَالآلُ دونَهُ
نَظَرتَ فَلَم تَنظُر بِعَينَيكَ مَنظَرا
  • تَقَطَّعُ أَسبابُ اللُبانَةِ وَالهَوى
عَشِيَّةَ جاوَزنا حَماةَ وَشَيزَرا
  • بِسَيرٍ يَضُجُّ العَودُ مِنهُ يَمُنُّهُ
أَخو الجَهدِ لا يُلوي عَلى مَن تَعَذَّرا
  • وَلَم يُنسِني ما قَد لَقيتُ ظَعائِن
وَخَملًا لَها كَالقَرِّ يَومًا مُخَدَّرا
  • كَأَثلٍ مِنَ الأَعراضِ مِن دونِ بَيشَةٍ
وَدونَ الغُمَيرِ عامِداتٍ لِغَضوَرا
  • فَدَع ذا وَسَل لا هُمَّ عَنكَ بِجِسرَةٍ
ذُمولٍ إِذا صامَ النَهارُ وَهَجَّرا
  • تُقَطِّعُ غيطانًا كَأَنَّ مُتونَه
إِذا أَظهَرَت تُكسي مُلاءً مُنَشَّرا
  • بَعيدَةُ بَينَ المَنكِبَينِ كَأَنَّم
تَرى عِندَ مَجرى الضَفرِ هِرًّا مُشَجَّرا
  • تُطايِرُ ظِرّانَ الحَصى بِمَناسِمٍ
صِلابِ العُجى مَلثومُها غَيرُ أَمعَرا
  • كَأَنَّ الحَصى مِن خَلفِها وَأَمامِه
إِذا نَجَلَتهُ رِجلُها خَذفُ أَعسَرا
  • كَأَنَّ صَليلَ المَروِ حينَ تُشِذُّهُ
صَليلِ زُيوفٍ يُنتَقَدنَ بِعَبقَرا
  • عَلَيها فَتىً لَم تَحمِلِ الأَرضُ مِثلَهُ
أَبَرَّ بِميثاقٍ وَأَوفى وَأَصبَرا
  • هُوَ المُنزِلُ الآلافَ مِن جَوِّ ناعِطٍ
بَني أَسَدٍ حَزنًا مِنَ الأَرضِ أَوعَرا
  • وَلَو شاءَ كانَ الغَزوُ مِن أَرضِ حِميَرٍ
وَلَكِنَّهُ عَمدًا إِلى الرومِ أَنفَرا
  • بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَهُ
وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانِ بِقَيصَرا
  • فَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَينُكَ إِنَّم
نُحاوِلُ مُلكًا أَو نَموتَ فَنُعذَرا
  • وَإِنّي زَعيمٌ إِن رَجِعتُ مُمَلَّك
بِسَيرٍ تَرى مِنهُ الفُرانِقَ أَزوَرا
  • عَلى لاحِبٍ لا يَهتَدي بِمَنارِهِ
إِذا سافَهُ العَودُ النُباطِيُّ جَرجَرا
  • عَلى كُلِّ مَقصوصِ الذُنابى مُعاوِدٍ
بَريدَ السَرى بِاللَيلِ مِن خَيلِ بَربَرا
  • أَقَبَّ كَسَرحانِ الغَضى مُتَمَطِّرٍ
تَرى الماءَ مِن أَعطافِهِ قَد تَحَدَّرا
  • إِذا زُعتُهُ مِن جانِبَيهِ كِلَيهِم
مَشى الهَيدَبى في دَفِّهِ ثُمَّ فَرفَرا
  • إِذا قُلتُ رَوَّحنا أَرَنَّ فُرانِقٌ
عَلى جَلعَدٍ واهي الأَباجِلِ أَبتَرا
  • لَقَد أَنكَرَتني بَعلَبَكُّ وَأَهلُه
وَلَاِبنُ جُرَيجٍ في قُرى حِمصَ أَنكَرا
  • نَشيمُ بَروقَ المُزنِ أَينَ مُصابُهُ
وَلا شَيءَ يُشفي مِنكِ يا اِبنَةَ عَفزَرا
  • مِنَ القاصِراتِ الطَرفِ لَو دَبَّ مُحوِلٍ
مِنَ الذَرِّ فَوقَ الإِتبِ مِنها لَأَثَّرا
  • لَهُ الوَيلُ إِن أَمسى وَلا أُمُّ هاشِمٍ
قَريبٌ وَلا البَسباسَةُ اِبنَةَ يَشكُرا
  • أَرى أُمَّ عَمروٍ دَمعُها قَد تَحَدَّر
بُكاءً عَلى عَمروٍ وَما كانَ أَصبَرا
  • إِذا نَحنُ سِرنا خَمسَ عَشرَةَ لَيلَةٍ
وَراءَ الحِساءِ مِن مَدافِعِ قَيصَرا
  • إِذا قُلتُ هَذا صاحِبٌ قَد رَضيتُهُ
وَقَرَّت بِهِ العَينانِ بُدِّلتُ آخَرا
  • كَذَلِكَ جَدّي ما أُصاحِبُ صاحِب
مِنَ الناسِ إِلّا خانَني وَتَغَيَّرا
  • وَكُنّا أُناسًا قَبلَ غَزوَةِ قُرمُلٍ
وَرَثنا الغِنى وَالمَجدَ أَكبَرَ أَكبَرا
  • وَما جَبُنَت خَيلي وَلَكِن تَذَكَّرَت
مَرابِطَها في بَربَعيصَ وَمَيسَرا
  • أَلا رُبَّ يَومٍ صالِحٍ قَد شَهِدتُهُ
بِتاذِفَ ذاتِ التَلِّ مِن فَوقِ طَرطَرا
  • وَلا مِثلَ يَومٍ في قُدارانَ ظِلتُهُ
كَأَنّي وَأَصحابي عَلى قَرنِ أَعفَرا
  • وَنَشرَبُ حَتّى نَحسِبَ الخَيلَ حَولَن
نِقاداً وَحَتّى نَحسِبَ الجَونَ أَشقَرا

غشيتُ ديارَ الحيّ بالبَكراتِ

  • غَشيتُ دِيارَ الحَيِّ بِالبَكَراتِ[7]
فَعارِمَةٍ فَبَرقَةِ العِيَراتِ
  • فَغَولٍ فَحِلّيتٍ بِأَكنافِ مُنعَجٍ
إِلى عاقِلٍ فَالجُبِّ ذي الأَمَراتِ
  • ظَلَلتُ رِدائي فَوقَ رَأسِيَ قاعِد
أَعُدُّ الحَصى ما تَنقَضي عَبَراتي
  • أَعِنّي عَلى التَهمامِ وَالذِكَراتِ
يَبِتنَ عَلى ذي الهَمِّ مُعتَكِراتِ
  • بِلَيلِ التَمامِ أَو وَصَلنَ بِمِثلِهِ
مُقايَسَةً أَيّامُها نَكِراتِ
  • كَأَنّي وَرِدفي وَالقِرابَ وَنُمرُقي
عَلى ظَهرِ عيرٍ وارِدِ الخَبِراتِ
  • أَرَنَّ عَلى حُقبٍ حَيالٍ طَروقَةٍ
كَذَودِ الأَجيرِ الأَربَعِ الأَشَراتِ
  • عَنيفٍ بِتَجميعِ الضَرائِرِ فاحِشٍ
شَتيمٍ كَذِلقِ الزُجِّ ذي ذَمَراتِ
  • وَيَأكُلنَ بُهمى جَعدَةً حَبَشِيَّةً
وَيَشرَبنَ بَردَ الماءِ في السَبَراتِ
  • فَأَورَدَها ماءً قَليلًا أَنيسُهُ
يُحاذِرنَ عَمرًا صاحِبَ القُتُراتِ
  • تَلِثُّ الحَصى لَثًّا بِسُمرٍ رَزينَةٍ
مَوازِنَ لا كُزمٍ وَلا مَعِراتِ
  • وَيُرخينَ أَذنابًا كَأَنَّ فُروعَه
عُرا خِلَلٍ مَشهورَةٍ ضَفِراتِ
  • وَعَنسٍ كَأَلواحِ الإِرانِ نَسَأتُه
عَلى لاحِبٍ كَالبُردِ ذي الحَبَراتِ
  • فَغادَرتُها مِن بَعدِ بُدنِ رَذِيَّةٍ
تُغالي عَلى عوجٍ لَها كَدِناتِ
  • وَأَبيَضَ كَالمِخراقِ بَلَّيتُ حَدَّهُ
وَهَبَّتَهُ في الساقِ وَالقَصَراتِ

قصيدة: أرانا مَوضعين لأمرِ غيبٍ

  • أَرانا موضِعينَ لِأَمرِ غَيبٍ[8]
وَنُسحَرُ بِالطَعامِ وَبِالشَرابِ
  • عَصافيرٌ وَذِبّانٌ وَدودٌ
وَأَجرَأُ مِن مُجَلَّحَةِ الذِئابِ
  • فَبَعضَ اللومِ عاذِلَتي فَإِنّي
سَتَكفيني التَجارِبُ وَاِنتِسابي
  • إِلى عِرقِ الثَرى وَشَجَت عُروقي
وَهَذا المَوتُ يَسلِبُني شَبابي
  • وَنَفسي سَوفَ يَسلِبُها وَجِرمي
فَيُلحِقَني وَشيكًا بِالتُرابِ
  • أَلَم أَنضِ المَطِيَّ بِكُلِّ خَرقٍ
أَمَقِّ الطولِ لَمّاعِ السَرابِ
  • وَأَركَبُ في اللَهامِ المُجرِ حَتّى
أَنالَ مَآكِلَ القُحمِ الرِغابِ
  • وَكُلُّ مَكارِمِ الأَخلاقِ صارَت
إِلَيهِ هِمَّتي وَبِهِ اِكتِسابي
  • وَقَد طَوَّفتُ في الآفاقِ حَتّى
رَضيتُ مِنَ الغَنيمَةِ بِالإِيابِ
  • أَبَعدَ الحارِثِ المَلِكِ اِبنِ عَمروٍ
وَبَعدَ الخَيرِ حُجرٍ ذي القِبابِ
  • أُرَجّي مِن صُروفِ الدَهرِ لين
وَلَم تَغفَل عَنِ الصُمِّ الهِضابِ
  • وَأَعلَمُ أَنَّني عَمّا قَريبٍ
سَأَنشِبُ في شَبا ظِفرٍ وَنابِ
  • كَما لاقى أَبي حُجرٌ وَجَدّي
وَلا أَنسى قَتيلًا بِالكِلابِ

قصيدة: ديمة هطلاء فيها وطف

  • دَيمَةٌ هَطلاءُ فيها وَطَفٌ[9]
طَبَّقَ الأَرضَ تُجَرّى وَتُدِر
  • تُخرِجُ الوِدَّ إِذا ما أَشجَذَت
وَتُواريهِ إِذا ما تَشتَكِر
  • وَتَرى الضَبَّ خَفيفًا ماهِرًا
ثانِياً بُرثُنُهُ ما يَنعَفِر
  • وَتَرى الشَجراءَ في رَيِّقِهِ
كَرُؤوسٍ قُطِّعَت فيها الخُمِر
  • ساعَةً ثُمَّ اِنتَحاها وابِلٌ
ساقِطُ الأَكنافِ واهٍ مُنهَمِر
  • راحَ تُمرِيهِ الصَبا ثُمَّ اِنتَحى
فيهِ شُؤبوبُ جُنوبٍ مُنفَجِر
  • ثَجَّ حَتّى ضاقَ عَن آذِيِّهِ
عَرضُ خَيمٍ فَخُفاءٍ فَيُسُر
  • قَد غَدا يَحمِلُني في أَنفِهِ
لاحِقُ الإِطلَينِ مَحبوكٌ مُمِر

قصيدة: ألا انعم صباحًا أيها الربعُ وانطقِ

  • أَلا اِنعِم صَباحًا أَيُّها الرَبعُ وَاِنطِقِ[10]
وَحَدِّث حَديثَ الرَكبِ إِن شِئتَ وَاِصدُقِ
  • وَحَدِّث بِأَن زالَت بِلَيلٍ حُمولُهُم
كَنَخلٍ مِنَ الأَعراضِ غَيرِ مُنَبِّقِ
  • جَعَلنَ حَوايا وَاِقتَعَدنَ قَعائِد
وَخَفَّفنَ مِن حَوكِ العِراقِ المُنَمَّقِ
  • وَفَوقَ الحَوايا غِزلَةٌ وَجَآذِرٌ
تَضَمَّخنَ مِن مِسكٍ ذَكِيٍّ وَزَنبَقِ
  • فَأَتبَعتُهُم طَرفي وَقَد حالَ دونَهُم
غَوارِبُ رَملٍ ذي أَلاءٍ وَشَبرَقِ
  • عَلى إِثرِ حَيٍّ عامِدينَ لِنِيَّةٍ
فَحَلّوا العَقيقَ أَو ثَنِيَّةَ مُطرِقِ
  • فَعَزَّيتُ نَفسي حينَ بانوا بِحَسرَةٍ
أَمونٍ كَبُنيانِ اليَهودِيِّ خَيفَقِ
  • إِذا زَجَرَت أَلفَيتُها مُشمَعِلَّةً
تُنيفُ بِعَذقٍ مِن غُروسِ اِبنِ مُعنِقِ
  • تَروحُ إِذا راحَت رَواحَ جَهامَةٍ
بِإِثرِ جَهامٍ رائِحٍ مُتَفَرِّقِ
  • كَأَنَّ بِها هِرًا جَنيبًا تَجُرُّهُ
بِكُلِّ طَريقٍ صادَفَتهُ وَمَأزِقِ
  • كَأَنّي وَرَحلي وَالقِرابَ وَنُمرُقي
عَلى يَرفَئِيٍّ ذي زَوائِدَ نَقنَقِ
  • تَرَوَّحَ مِن أَرضٍ لِأَرضٍ نَطِيَّةٍ
لِذِكرَةِ قَيضٍ حَولَ بَيضٍ مُفَلَّقِ
  • يَجولُ بِآفاقِ البِلادِ مُغَرِّب
وَتُسحِقُهُ ريحُ الصَبا كُلَّ مُسحَقِ
  • وَبَيتٌ يَفوحُ المِسكُ في حُجُراتِهِ
بَعيدٍ مِنَ الآفاتِ غَيرِ مُرَوَّقِ
  • دَخَلتُ عَلى بَيضاءَ جُمٍّ عِظامُه
تُعَفّي بِذَيلِ الدِرعِ إِذ جِئتُ مودَقي
  • وَقَد رَكَدَت وَسطَ السَماءِ نُجومُه
رُكودَ نَوادي الرَبرَبِ المُتَوَرِّقِ
  • وَقَد أَغتَدي قَبلَ العُطاسِ بِهَيكَلٍ
شَديدٍ مَشَكِّ الجَنبِ فَعمِ المُنَطَّقِ
  • بَعَثنا رَبيئًا قَبلَ ذاكَ مُحَمَّل
كَذِئبِ الغَضى يَمشي الضَراءَ وَيَتَّقي
  • فَظَلَّ كَمِثلِ الخَشفِ يَرفَعُ رَأسَهُ
وَسائِرُهُ مِثلُ التُرابِ المُدَقَّقِ
  • فَجاءَ خَفِيًّا يَسفِنُ الأَرضَ بَطنُهُ
تَرى التُربَ مِنهُ لاصِقًا كُلَّ مَلصَقِ
  • وَقالَ أَلا هَذا صُوارٌ وَعانَةٌ
وَخَيطُ نَعامٍ يَرتَعي مُتَفَرِّقِ
  • فَقُمنا بِأَشلاءِ اللِجامِ وَلَم نَقُد
إِلى غُصنِ بانٍ ناضِرٍ لَم يُحَرَّقِ
  • نُزاوِلُهُ حَتّى حَمَلنا غُلامَن
عَلى ظَهرِ ساطٍ كَالصَليفِ المُعَرَّقِ
  • كَأَنَّ غُلامي إِذ عَلا حالَ مَتنِهِ
عَلى ظَهرِ بازٍ في السَماءِ مُحَلِّقِ
  • رَأى أَرنَبًا فَاِنقَضَّ يَهوي أَمامَهُ
إِلَيها وَجَلّاها بِطَرفٍ مُلَقلَقِ
  • فَقُلتُ لَهُ صَوِّب وَلا تُجهِدَنَّهُ
فَيَذرُكَ مِن أَعلى القَطاةِ فَتُزلَقِ
  • فَأَدبَرنَ كَالجَذعِ المُفَصَّلِ بَينَهُ
بِجيدِ الغُلامِ ذي القَميصِ المُطَوَّقِ
  • وَأَدرَكَهُنَّ ثانِيًا مِن عِنانِهِ
كَغَيثِ العَشِيِّ الأَقهَبِ المُتَوَدِّقِ
  • فَصادَ لَنا عيرًا وَثَورًا وَخاضِب
عِداءً وَلَم يَنضَح بِماءٍ فَيَعرَقِ
  • وَظَلَّ غُلامي يَضجَعُ الرُمحَ حَولَهُ
لِكُلِّ مَهاةٍ أَو لِأَحقَبَ سَهوَقِ
  • وَقامَ طِوالَ الشَخصِ إِذ يَخضِبونَهُ
قِيامَ العَزيزِ الفارِسِيِّ المُنَطَّقِ
  • فَقُلنا أَلا قَد كانَ صَيدٌ لِقانِصٍ
فَخِبّوا عَلَينا كُلَّ بَيتٍ مُزَوَّقِ
  • وَظَلَّ صِحابي يَشتَوُونَ بِنِعمَةٍ
يَصُفّونَ غارًا بِاللَكيكِ المُوَشَّقِ
  • وَرُحنا كَأَنَّ مِن جُؤاثى عَشِيَّةٌ
نُعالي النِعاجَ بَينَ عِدلٍ وَمُشنَقِ
  • وَرُحنا بِكَاِبنِ الماءِ يُجنَبُ وَسطَن
تُصَوَّبُ فيهِ العَينُ طَورًا وَتَرتَقي
  • وَأَصبَحَ ذَهلولًا يُزِلُّ غُلامَن
كَفِدحِ النَضِيِّ بِاليَدَينِ المُفَوَّقِ
  • كَأَنَّ دِماءَ الهادِياتِ بِنَحرِهِ
عُصارَةَ حِنّاءٍ بِشَيبٍ مُفَرَّقِ

تطاول ليلُك بالأثمدِ

  • تَطاوَلَ لَيلُكَ بِالأَثمَدِ[11]
وَنامَ الخَلِيُّ وَلَم تَرقُدِ
  • وَباتَ وَباتَت لَهُ لَيلَةٌ
كَلَيلَةِ ذي العائِرِ الأَرمَدِ
  • وَذَلِكَ مِن نَبَإٍ جاءَني
وَخُبِّرتُهُ عَن أَبي الأَسوَدِ
  • وَلَو عَن نَثًا غَيرِهِ جاءَني
وَجُرحُ اللِسانِ كَجُرحِ اليَدِ
  • لَقُلتُ مِنَ القَولِ ما لا يَز
لُ يُؤثِرُ عَنّي يَدَ المُسنِدِ
  • بِأَيِّ عَلاقَتِنا تَرغَبونَ
أَعَن دَمِ عَمروٍ عَلى مَرثِدِ
  • فَإِن تَدفُنوا الداءَ لا نُخفِهِ
وَإِن تَبعَثوا الحَربَ لا نَقعُدِ
  • فَإِن تَقتُلونا نُقَتِّلُكُم
وَإِن تَقصِدوا لِدَمٍ نَقصُدِ
  • مَتى عَهدُنا بِطِعانِ الكُم
ةِ وَالحَمدِ وَالمَجدِ وَالسُؤدُدِ
  • وَبَنيِ القِبابِ وَمَلءِ الجِف
نِ وَالنارِ وَالحَطَبِ المُفأَدِ
  • وَأَعدَدتُ لِلحَربِ وَثّابَةً
جَوادَ المَحَثَّةِ وَالمِروَدِ
  • سَموحًا جَموحًا وَإِحضارُه
كَمَعمَعَةِ السَعَفِ الموقَدِ
  • وَمَشدودَةَ السَكِّ مَوضونَةٍ
تَضاءَلُ في الطَيِّ كَالمِبرَدِ
  • تَفيضُ عَلى المَرءِ أَردانُه
كَفَيضِ الأَتِيِّ عَلى الجَدجَدِ
  • وَمُطَّرِدًا كَرِشاءِ الجَرو
رِ مِن خُلُبِ النَخلَةِ الأَجرَدِ
  • وَذا شَطَبٍ غامِضًا كَلمُهُ
إِذا صابَ بِالعَظمِ لَم يَنأَدِ

أمن ذكر سلمى إذ نأتك تنوصُ

  • أَمِن ذِكرِ سَلمى إِذ نَأَتكَ تَنوصُ[12]
فَتَقصِرُ عَنها خُطوَةً وَتَبوصُ
  • وَكَم دونَها مِن مَهمَهٍ وَمَفازَةٍ
وَكَم أَرضُ جَدبٍ دونَها وَلُصوصُ
  • تَراءَت لَنا يَومًا بِجَنبِ عُنَيزَةٍ
وَقَد حانَ مِنها رِحلَةٌ فَقُلوصُ
  • بِأَسوَدَ مُلتَفِّ الغَدائِرِ وارِدٍ
وَذي أُشُرٍ تَشوقُهُ وَتَشوصُ
  • مَنابِتُهُ مِثلُ السُدوسِ وَلَونُهُ
كَشَوكِ السِيالِ فَهوَ عَذبٌ يَفيصُ
  • فَهَل تَسلِيَنَّ الهَمَّ عَنكَ شِمِلَّةٌ
مُداخَلَةٌ صُمُّ العِظامِ أَصوصُ
  • تَظاهَرَ فيها النِيُّ لا هِيَ بَكرَةٌ
وَلا ذاتُ ضِغنٍ في الرِمامِ قَموصُ
  • أَؤوبٌ نَعوبٌ لا يُواكِلُ نُهزُه
إِذا قيلَ سَيرُ المُدلِجينَ نَصيصُ
  • كَأَنّي وَرَحلي وَالقِرابُ وَنُمرُقي
إِذا شُبَّ لِلمَروِ الصِغارِ وَبيصُ
  • عَلى نَقنَقٍ هَيقٍ لَهُ وَلِعُرسِهِ
بِمُنعَرَجِ الوَعساءِ بيضٌ رَصيصُ
  • إِذا راحَ لِلأُدحِيِّ أَوبًا يَفُنُّه
تُحاذِرُ مِن إِدراكِهِ وَتَحيصُ
  • أَذَلِكَ أَم جَونٌ يُطارِدُ آتُن
حَمَلنَ فَأَربى حَملُهُنَّ دُروصُ
  • طَواهُ اِضطِمارُ الشَدِّ فَالبَطنُ شازِبٌ
مُعالى إِلى المَتنَينِ فَهُوَ خَميصُ
  • بِحاجِبِهِ كَدحٌ مِنَ الضَربِ جالِبٌ
وَحارِكُهُ مِنَ الكُدامِ حَصيصُ
  • كَأَنَّ سُراتَهُ وَجُدَّةَ ظَهرِهِ
كَنائِنُ يَجري بَينَهُنَّ دَليصُ
  • وَيَأكُلنَ مِن قُوٍّ لَعاعًا وَرَبَّةً
تُجَبَّرَ بَعدَ الأَكلِ فَهُوَ نَميصُ
  • تَطيرُ عِفاءٌ مِن نَسيلٍ كَأَنَّهُ
سُدوسٌ أَطارَتهُ الرِياحُ وَخوصُ
  • تَصَيَّفَها حَتّى إِذا لَم يَسُغ لَه
حُلِيٌّ بِأَعلى حائِلٍ وَقَصيصُ
  • تُغالِبنَ فيهِ الجَزءَ لَولا هَواجِرٌ
جَنادِبُها صَرعى لَهُنَّ فَصيصُ
  • أَرَنَّ عَلَيها قارِبًا وَاِنتَحَت لَهُ
طُوالَةُ أَرساغِ اليَدَينِ نُحوصُ
  • فَأَورَدَها مِن آخِرِ اللَيلِ مَشرَب
بَلائِقُ خُضرًا ماؤُهُنَّ قَليصُ
  • فَيَشرَبنَ أَنفاسًا وَهُنَّ خَوائِفٌ
وَتَرعُدُ مِنهُنَّ الكُلى وَالفَريصُ
  • فَأَصدَرَها تَعلو النِجادَ عَشِيَّةً
أَقَبُّ كَمِقلاءِ الوَليدِ خَميصُ
  • فَجَحشٌ عَلى أَدبارِهِنَّ مُخَلَّفٌ
وَجَحشٌ لَدى مِكَرِّهِنَّ وَقيصُ
  • وَأَصدَرَها بادي النَواجِذِ قارِحٌ
أَقَبٌّ كَسِكرِ الأَندَرِيِّ مَحيصُ[١٢]

المراجع

  1. ↑ “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزِل”، منصة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2021-11-02.
  2. ↑ “ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي”، مصادر المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2021-11-02.
  3. ↑ “خليلي مرا بي على أم جندب”، ويكي مصدر، اطّلع عليه بتاريخ 2021-11-02.
  4. ↑ “لعمرك ما قلبي إلى أهله بحر”، منصة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2021-11-02.
  5. ↑ “لمن طلل أبصرته فشجاني”، منصة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2021-11-02.
  6. ↑ “سما لك شوق بعدما كان أقصر”، منصة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2021-11-02.
  7. ↑ “غشيت ديار الحي بالبكرات”، منصة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2021-11-02.
  8. ↑ “أرانا موضعين لأمر غيب”، منصة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2021-11-02.
  9. ↑ “ديمة هطلاء فيها وطف”، منصة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2021-11-02.
  10. ↑ “ألا انعم صباحا أيها الربع وانطق”، منصة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2021-11-02.
  11. ↑ “تطاول ليلك بالأثمد”، منصة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2021-11-02.
  12. ↑ ” أمن ذكر سلمى إذ نأتك تنوص”، منصة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2021-11-02.

مواضيع قد تهمك

أسئلة طرحها الآخرون

ما هي سحابة قوس قزح سحابة قوس قزح – بالإنجليزية: (Rainbow Clouds) تحدث سحابة قوس قزح بسبب شيء يسمى التقزح اللوني و يحدث هذا عادة في السحب الركامية ، التشمع ، السحب العدسية و إنه نفس المفهوم الأساسي لقوس قزح: هو من قطرات الماء الصغيرة أو بلورات الجليد الصغيرة داخل السحابة و تبعثر ضوء الشمس.[1] […]

غذاء القطط ما هو طعام القطط المفضل – غذاء القطط هو الطعام المعد للاستهلاك من قبل القطط كما هو الحال مع جميع الحيونات الاخرى ، حيث ان القطط لديها متطلبات غذائية معينة من المفترض إضافتها إلى اطعمتها. إن القطط كالبشر تماماً، فهي تحتاج إلى أطعمة غذائية جيدة للبقاء بصحة جيدة ولتجنب الإصابة بالأمراض. لكن اختيار […]

من حكم واقوال أبقراط

هل لديك سؤال؟

971 مشاهدة